أسفر هجوم كمين نفذه مسلح تابع لتنظيم داعش في سوريا عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة ثلاثة آخرين، حسبما أفادت القيادة المركزية الأمريكية. وقع الهجوم في مدينة تدمر وسط البلاد، وكان من بين الضحايا جنود من الحرس الوطني لولاية أيوا ومترجم مدني أمريكي. وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار التوترات في المنطقة وتصاعد نشاط تنظيم داعش في سوريا والعراق.
هجوم داعش في سوريا يثير تساؤلات حول الوجود العسكري الأمريكي
وقع الهجوم يوم السبت، حيث فتح مسلح النار من سلاح آلي على القوات الأمريكية التي كانت تقوم بمهمة في المنطقة. ووفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، فإن المهاجم كان لديه صلة سابقة بالقوات الحكومية السورية، حيث كان عضوًا منخفض المستوى في قوات الأمن السورية قبل أن ينضم إلى داعش. وأكد المسؤول أن المهاجم لم يكن جزءًا من الوفد الرسمي الذي كانت القوات الأمريكية والسورية ترافقه، وبالتالي لا يعتبر الحادث “هجومًا من الأزرق على الأخضر” (green on blue).
تفاصيل الهجوم والضحايا
أفادت التقارير الأولية أن القتلى هم جندان من الحرس الوطني لولاية أيوا ومترجم مدني يعمل مع القوات الأمريكية. كما أصيب ثلاثة جنود أمريكيين آخرين، ولكن حالتهم مستقرة وفقًا لتصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب. التحقيقات جارية لتحديد الدوافع الكاملة للهجوم وتحديد أي شركاء محتملين للمهاجم.
ردود الفعل الأمريكية
أدان الرئيس السابق دونالد ترامب الهجوم ووعد بـ “انتقام خطير للغاية” ضد تنظيم داعش. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social، معربًا عن حزنه لمقتل “ثلاثة وطنيين أمريكيين عظيمين” وصلواته للجرحى. وأضاف أن الهجوم وقع في منطقة خطرة من سوريا ليست تحت السيطرة الكاملة لتنظيم داعش.
من جانبها، أكدت القيادة المركزية الأمريكية وقوع الهجوم وأعربت عن التزامها بمواصلة مكافحة الإرهاب في سوريا. وأشارت إلى أن القوات الأمريكية ستواصل العمل مع الشركاء المحليين لضمان استقرار المنطقة ومنع عودة تنظيم داعش إلى الظهور.
الوضع الأمني في سوريا وتصاعد خطر داعش
يشهد الوضع الأمني في سوريا تعقيدات كبيرة، حيث تتواجد العديد من الأطراف الفاعلة، بما في ذلك القوات الحكومية السورية، والمجموعات المسلحة المعارضة، والقوات التركية، والقوات الكردية، بالإضافة إلى القوات الأمريكية والروسية. وقد أدى هذا التنوع في القوى إلى حالة من عدم الاستقرار وتصاعد العنف في العديد من المناطق.
في السنوات الأخيرة، شهدت سوريا ارتفاعًا في نشاط تنظيم داعش، الذي استغل الفراغ الأمني والاضطرابات السياسية لتوسيع نطاق نفوذه. وقد نفذ التنظيم العديد من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والقوات الحكومية والتحالف الدولي. وتشير التقارير إلى أن التنظيم يحاول إعادة تجميع صفوفه واستعادة قدراته العسكرية في سوريا والعراق. وتعتبر منطقة تدمر من المناطق التي لا يزال فيها تواجد لتنظيم داعش، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل القوات الحكومية والتحالف الدولي لمكافحته.
هذا الهجوم يذكر بالهجوم الذي وقع في واشنطن العاصمة الشهر الماضي، حيث تعرض عضوان في الحرس الوطني لولاية فرجينيا الغربية لإطلاق النار بالقرب من البيت الأبيض، مما أدى إلى مقتل أحدهما. وقد أثار هذا الحادث تساؤلات حول أمن القوات الأمريكية العاملة في الداخل والخارج.
تأتي هذه الأحداث في وقت تشهد فيه المنطقة جهودًا دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات وإيجاد حلول سياسية للأزمات القائمة. ومع ذلك، فإن تصاعد نشاط تنظيم داعش والتهديدات الإرهابية المستمرة تعيق هذه الجهود وتزيد من تعقيد الوضع.
من المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للقوات المحلية في سوريا في مكافحة الإرهاب. كما من المحتمل أن يتم تشديد الإجراءات الأمنية لحماية القوات الأمريكية العاملة في المنطقة. في الوقت الحالي، لا تزال القيادة المركزية الأمريكية تقوم بتحليل شامل للحادث وتقييم المخاطر المحتملة. وسيكون من المهم مراقبة تطورات الوضع في سوريا وردود الفعل الإقليمية والدولية على هذا الهجوم، بالإضافة إلى أي تغييرات في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه مكافحة الإرهاب في المنطقة.

