أعلنت روسيا، يوم الأربعاء، عن تمديد الحكم بالسجن على المواطن الأمريكي روبرت جيلمان، بعد إدانته من قبل محكمة إقليمية بتهمة جديدة تتعلق بالاعتداء على موظفي السجن. يضاف هذا الحكم إلى سلسلة الأحكام السابقة، ليصل إجمالي مدة سجن جيلمان إلى عشر سنوات. وتأتي هذه التطورات في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وزيادة التوتر بشأن قضايا المواطنين المحتجزين.

قضية روبرت جيلمان: تطورات مستمرة وتصعيد في الأحكام

تعود تفاصيل القضية إلى يناير 2022، عندما ألقي القبض على جيلمان، وهو من ولاية ماساتشوستس، بعد ورود تقارير عن إحداثه إزعاجًا في قطار بمدينة فورونيج. ووفقًا للتقارير، كان جيلمان في حالة سكر، ولكنه ادعى لاحقًا أنه ربما تم تخدير مشروبه. وقد أُدين في البداية بالاعتداء على ضابط شرطة وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف.

سجل الاعتقالات والتهم الموجهة

منذ اعتقاله الأولي، واجه جيلمان اتهامات متزايدة. في عام 2024، أُدين بالاعتداء على مفتش سجن أثناء تفتيش الزنزانة، والاعتداء على محقق، والضرب الجسدي لأحد الحراس. أدت هذه الإدانات إلى إضافة ثماني سنوات وشهر واحد إلى حكمه. وآخر التطورات، وهي إضافة عامين آخرين، رفعت إجمالي مدة سجنه إلى عشر سنوات.

أفادت وسائل الإعلام الروسية أن جيلمان قد اعترف ببعض الاعتداءات، موضحًا أنه بدأ في مخالفة قواعد السجن بعد تلقيه تهديدات بالنقل من مركز الاحتجاز الحالي، الذي وصفه بأنه إنساني ويتيح له استقبال الطرود من أقاربه، إلى مستعمرة عقابية ذات حراسة مشددة. وخلال جلسة المحكمة الأخيرة، اعتذر جيلمان وأكد تفضيله البقاء في منشأة فورونيج الحالية.

لم يعترض محامي جيلمان، إيرينا براجنيكوفا، على الحكم الجديد، وفقًا لما ذكرته وكالة تاس الروسية. وتشير التقارير إلى أن جيلمان يفضل تجنب النقل إلى سجن أكثر صرامة.

قضايا مواطنين أمريكيين آخرين محتجزين في روسيا

يأتي هذا التطور في وقت لا يزال فيه ما لا يقل عن تسعة أمريكيين آخرين مسجونين في روسيا، بعد سلسلة من عمليات تبادل السجناء رفيعة المستوى في عامي 2024 و 2025. ويشمل هؤلاء المعتقلين أفرادًا لديهم خلفيات عسكرية، مثل مايكل ترافيس ليك وجوردون بلاك. وتثير هذه القضايا مخاوف بشأن معاملة المواطنين الأمريكيين في النظام القضائي الروسي.

يدافع أنصار جيلمان في الولايات المتحدة عنه، مشيرين إلى أنه ربما كان مريضًا عند اعتقاله الأولي وأن الإجراءات المتخذة ضده ربما تكون قد أثارت ردود أفعال أدت إلى توجيه اتهامات إضافية. وتشير هذه الحجج إلى احتمال وجود ظروف مخففة في القضية.

تعتبر قضية روبرت جيلمان مثالاً على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في حماية حقوق مواطنيها المحتجزين في الخارج. وتتطلب هذه القضايا جهودًا دبلوماسية مستمرة ومراقبة دقيقة لضمان حصول المعتقلين على محاكمة عادلة ومعاملة إنسانية. وتشكل قضية جيلمان جزءًا من سياق أوسع من التوترات بين البلدين، والتي تؤثر على قضايا حقوق الإنسان والعدالة.

من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في الضغط على روسيا لإطلاق سراح جيلمان والمواطنين الأمريكيين الآخرين المحتجزين. ومع ذلك، فإن مستقبل هذه القضايا يظل غير مؤكدًا، ويعتمد على التطورات السياسية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويجب مراقبة أي مبادرات جديدة لتبادل السجناء أو الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى حل لهذه القضايا المعقدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version