أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده قد تكون مستعدة لإجراء أول انتخابات منذ الغزو الروسي عام 2022، شريطة أن تقدم الدول الشريكة ضمانات أمنية. يأتي هذا التصريح في ظل ضغوط متزايدة لإجراء انتخابات، وتحديداً بعد انتقادات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الديمقراطية في أوكرانيا. وتعتبر الانتخابات الأوكرانية قضية حساسة في ظل استمرار الحرب.

الوضع الحالي للانتخابات الأوكرانية والتحديات التي تواجهها

أوضح زيلينسكي أن هناك قضيتين رئيسيتين يجب معالجتهما قبل أن تتمكن أوكرانيا من إجراء انتخابات: الأمن والإطار القانوني. وأشار إلى أنه طلب من المشرعين في حزبه العمل على مقترحات تشريعية تسمح بإجراء انتخابات بينما لا تزال البلاد تحت القانون العرفي. هذا الإطار القانوني ضروري لضمان نزاهة العملية الانتخابية.

بسبب حظر القانون الأوكراني على إجراء الانتخابات في ظل القانون العرفي، امتنعت زيلينسكي عن الدعوة إلى انتخابات، وهو موقف يحظى بدعم واسع النطاق من الأوكرانيين، وفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس. وقد فرضت أوكرانيا القانون العرفي منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير 2022.

تغيير في موقف زيلينسكي

يأتي هذا التغيير في موقف زيلينسكي بعد اتهامات من الرئيس دونالد ترامب بأنه يستخدم الحرب كذريعة لتأجيل الانتخابات. وقد وصف ترامب زيلينسكي في السابق بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات”، وحذر من أن أوكرانيا قد تتوقف عن كونها ديمقراطية.

وفي مقابلة مع Politico، اتهم ترامب زيلينسكي بأنه غير مطّلع على مفاوضات السلام، قائلاً إنه سمع أن الرئيس الأوكراني لم يقرأ أحدث مقترح قدمته الإدارة الأمريكية.

مفاوضات السلام وجهود الإدارة الأمريكية

عملت الإدارة الأمريكية، في عهد ترامب، على التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب التي استمرت قرابة أربع سنوات. في أواخر الشهر الماضي، قدمت الإدارة خطة من 28 نقطة اعتبرها قادة أوكرانيا وأوروبا متساهلة للغاية مع مطالب روسيا. وعقد مسؤولون أوكرانيون اجتماعات مع المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، لتعديل الخطة.

أكد زيلينسكي، في منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، أن “الجهود جارية بنشاط في جميع جوانب الخطوات المحتملة نحو إنهاء الحرب”. وأضاف أن “الجوانب الأوكرانية والأوروبية أكثر تطوراً الآن، ونحن مستعدون لتقديمها إلى شركائنا في الولايات المتحدة”.

وأضاف: “بالتعاون مع الجانب الأمريكي، نتوقع جعل الخطوات المحتملة قابلة للتحقيق في أسرع وقت ممكن”. وتشير هذه التصريحات إلى رغبة أوكرانيا في استئناف الحوار مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل مفاوضات السلام.

الضمانات الأمنية كشرط أساسي

صرح زيلينسكي بأنه طلب من الولايات المتحدة، وربما بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، المساعدة في ضمان الأمن اللازم لإجراء الانتخابات. وأشار إلى أنه في غضون 60-90 يومًا، ستكون أوكرانيا مستعدة لإجراء الانتخابات إذا توفرت هذه الضمانات.

تعتبر الضمانات الأمنية ضرورية لضمان سلامة الناخبين والمراقبين الدوليين، ومنع أي تدخل روسي في العملية الانتخابية. وتشمل هذه الضمانات توفير الحماية اللازمة لمراكز الاقتراع، وضمان حرية الوصول إلى المعلومات، ومنع التهديدات والترهيب.

تتراوح التحديات التي تواجه العملية الانتخابية في أوكرانيا من قضايا لوجستية معقدة بسبب الحرب، إلى ضمان مشاركة الناخبين الذين نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى الخارج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تحديث سجلات الناخبين لتعكس التغيرات الديموغرافية التي حدثت بسبب الحرب.

تعتبر قضية السيادة الأوكرانية مرتبطة بشكل وثيق بالقدرة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة. كما أن مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار مفاوضات السلام والجهود المبذولة لإعادة بناء أوكرانيا.

في الوقت الحالي، لا تزال المفاوضات جارية، ولا يوجد جدول زمني واضح لإجراء الانتخابات. ومن المتوقع أن تستمر المناقشات بين أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول الضمانات الأمنية والإطار القانوني اللازمين لإجراء انتخابات ناجحة. يجب مراقبة التطورات على الأرض، وخاصة الوضع الأمني في المناطق المتضررة من الحرب، لتقييم مدى جدوى إجراء الانتخابات في المستقبل القريب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version