أعرب مسؤول أسترالي سابق عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التطرف الإسلامي ودوره المحتمل في الهجوم الإرهابي الذي وقع في شاطئ بوندي، والذي يعتبر الأسوأ في تاريخ أستراليا. صرح جوش فرايدنبرغ، وزير الخزانة السابق وعضو البرلمان، بأن الهجوم لم يكن مجرد نتيجة لوجود أسلحة نارية، بل كان مدفوعًا بأيديولوجية متطرفة. وتأتي تصريحاته في وقت تشهد فيه أستراليا نقاشًا حادًا حول قوانين السلاح والتعامل مع التهديدات الأمنية.
هجوم بوندي: صعود التطرف الإسلامي والجدل حول الاستجابة الأمنية
وقع الهجوم الإرهابي في شاطئ بوندي في 15 ديسمبر 2025، وأدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة العديد آخرين. وأفاد فرايدنبرغ في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الرقمية من سيدني، بأن “البنادق قد تكون تسببت في وفاة الأرواح البريئة، لكن الإسلام المتطرف هو من ضغط على الزناد”. يركز الجدل الدائر حاليًا على قوانين الأسلحة، لكن فرايدنبرغ يرى أن هذا يغفل عن معالجة جذور المشكلة المتمثلة في التطرف.
وأضاف فرايدنبرغ أن الحكومة الأسترالية قد استقبلت آلاف الأشخاص من مناطق تعتبر بؤرًا للتوتر الإرهابي، مثل قطاع غزة، دون إجراء فحوصات أمنية كافية. ونتيجة لذلك، يرى أن أستراليا تدفع ثمنًا باهظًا بوجود أفراد داخل البلاد لا يشاركون نفس الالتزام بالقيم الديمقراطية.
رد فعل الحكومة الأسترالية وتزايد المخاوف
وفي أعقاب الهجوم المأساوي، أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز عن خطط لتشديد قوانين السلاح في أستراليا، بما في ذلك إطلاق برنامج وطني لشراء الأسلحة وتقييد إضافي على الأسلحة النارية. ومع ذلك، انتقد فرايدنبرغ هذه الإجراءات، واعتبرها محاولة للتهرب من مواجهة قضايا التطرف المتزايد ومعالجة الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى زيادة الشعور بالضعف لدى الجالية اليهودية في أستراليا.
وأشار فرايدنبرغ إلى أن الحكومة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة المتعصبين ونشر الكراهية، وملاحقة قضائية صارمة لكل من يروج للعنف. كما لفت الانتباه إلى أن أستراليا لم تتخذ خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها الديمقراطيات الغربية الأخرى، مثل حظر الجماعات المتطرفة التي لا تزال قانونية داخل البلاد.
ومن بين هذه الجماعات، حـزب التحرير، الذي تم حظره في المملكة المتحدة وألمانيا ودول إسلامية معتدلة، لكنه لا يزال يعمل بحرية في أستراليا. ويطالب فرايدنبرغ بحظر هذه الجماعة في أستراليا.
تصاعد معاداة السامية والشعور بعدم الأمان
أعرب فرايدنبرغ عن قلقه العميق بشأن تزايد الشعور بعدم الأمان لدى الجالية اليهودية في أستراليا، خاصةً منذ بدء الصراع في غزة في 7 أكتوبر 2023. وذكر أن هناك تصاعدًا غير مسبوق في حالات التحرش والتهديد والعنف ضد اليهود.
ووفقًا لفرايدنبرغ، تعرض الفنانون اليهود لعمليات “دكسنج” (نشر معلوماتهم الشخصية على الإنترنت)، وتعرضت الشركات اليهودية للحملات المقاطعة، كما تعرضت دور العبادة، بما في ذلك الكنائس اليهودية ومراكز رعاية الأطفال، لهجمات إحراق متعمدة. وأضاف أن الجامعات الأسترالية تحولت إلى “بؤر للكراهية”، حيث يتعرض الطلاب والموظفون اليهود للتحرش والتهديد والعنف.
وقد أثارت المقابلة التي أجراها فرايدنبرغ مؤخرًا مع شبكة ABC الأسترالية جدلاً واسعًا، خاصةً بعد تبادله وجهات نظر حادة مع المذيعة سارة فيرجسون، التي تساءلت عما إذا كانت انتقاداته للحكومة مدفوعة بدوافع سياسية. وأكد فرايدنبرغ أن انتقاداته تنبع من قلقه العميق بشأن الأمن القومي والسلامة المجتمعية وليس لها أي علاقة بالسياسة الحزبية.
وشدد فرايدنبرغ على أن هذه ليست قضية حزبية، بل هي قضية تتعلق بالقيادة وأمن وسلامة وروح أستراليا. وأكد أن الحكومة الأسترالية سيتم تقييمها بناءً على أفعالها، وليس أقوالها.
هذا الهجوم الإرهابي- وهو الأول من نوعه في أستراليا- يطعن في فكرة السلام والأمن التي كانت تحظى بها البلاد. وقد أجبر الحكومة والمسؤولين الأمنيين على إعادة تقييم استراتيجياتهم والبحث عن حلول مبتكرة للتعامل مع التهديدات المتزايدة.
من المتوقع أن تصدر الحكومة الأسترالية تقريرًا مفصلاً حول الهجوم ونتائج التحقيقات الجارية بحلول نهاية الشهر القادم. كما سيتم الكشف عن تفاصيل برنامج شراء الأسلحة الجديد ومناقشة إجراءات إضافية لتشديد الرقابة الأمنية على المسافرين القادمين من مناطق التوتر. يبقى الوضع متقلبًا ويتطلب مراقبة دقيقة لضمان عدم تكرار هذا الحادث المأساوي.

