أُصيبت أستراليا بصدمة كبيرة بعد إطلاق نار مروع في سيدني، استهدف حدثًا للاحتفال بالحنوقة في شاطئ بوندي الشهير. وقد أسفر الهجوم، الذي وقع يوم الأحد، عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا وإصابة 29 آخرين، مما أثار موجة من الإدانات المحلية والدولية، وأثار جدلاً حول تصاعد ظاهرة معاداة السامية في البلاد. وتجري السلطات حاليًا تحقيقًا مكثفًا لتحديد دوافع المهاجمين وتحديد ما إذا كان هناك متورطون آخرون.
وقع الحادث في منطقة مزدحمة، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى. وقد أعلنت الشرطة عن مقتل أحد المهاجمين في تبادل لإطلاق النار، بينما يخضع الآخر للعلاج في المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، عثرت الشرطة على مواد يُشتبه في أنها متفجرات بدائية الصنع في مركبة بالقرب من مكان الحادث، مما أدى إلى استنفار فرق إزالة الألغام.
ردود الفعل الدولية وتصاعد المخاوف بشأن معاداة السامية
أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة من المسؤولين الإسرائيليين، الذين اتهموا الحكومة الأسترالية بالتغاضي عن “علامات تحذيرية لا تحصى” بشأن معاداة السامية. فقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استيائه الشديد، مشيرًا إلى أن دعم أستراليا لإقامة دولة فلسطينية يشجع على الكراهية تجاه اليهود.
وفي اجتماع للحكومة، قرأ نتنياهو مقتطفات من رسالة أرسلها إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز في وقت سابق من هذا العام. ووفقًا لنتنياهو، فإن دعم ألبانيز للقضية الفلسطينية “يسكب الوقود على نار معاداة السامية” و “يكافئ الإرهابيين”.
كما انتقد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ ووزير الخارجية جدعون ساعر بشدة السلطات الأسترالية، واتهموها بتجاهل علامات واضحة على تصاعد التطرف الإسلامي ومعاداة السامية. وشارك ساعر صورة لوشاح صلاة ملطخ بالدماء، معربًا عن صدمته من الهجوم.
التحقيقات الجارية وتفاصيل إضافية
تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الحادث، وتجمع الأدلة وتستجوب الشهود. وتشير التقارير الأولية إلى أن هناك مهاجمين اثنين على الأقل، لكن الشرطة لا تستبعد احتمال وجود متورطين آخرين. وتشمل التحقيقات فحصًا دقيقًا لخلفيات المشتبه بهم ودوافعهم المحتملة.
وقد أدان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الهجوم ووصفه بأنه عمل وحشي وغير مبرر. وأكد التزامه بحماية الجالية اليهودية في أستراليا ومحاربة جميع أشكال الكراهية والعنف. كما أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتعهد بتقديم الدعم الكامل لهم.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه أستراليا، مثل العديد من الدول الأخرى، ارتفاعًا في حوادث التطرف والعنف السياسي. وقد أثارت هذه الزيادة مخاوف متزايدة بشأن الأمن القومي وضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب.
وتشير بعض التقارير إلى أن المهاجمين قد يكونون مرتبطين بجماعات متطرفة، لكن الشرطة لم تؤكد هذه المعلومات بعد. ويجري تحليل اتصالاتهم وأنشطتهم عبر الإنترنت لتحديد أي روابط محتملة مع منظمات إرهابية.
وقد أعلنت السلطات عن تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في الأماكن الدينية والمجتمعات اليهودية. وتشمل هذه الإجراءات زيادة الدوريات الأمنية ونشر المزيد من القوات في الأماكن العامة.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الشرطة الأسترالية حملة توعية عامة لتشجيع الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة أو تهديدات محتملة. وتدعو الحملة المواطنين إلى التعاون مع الشرطة والإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذا الهجوم لعدة أيام أو أسابيع. وستركز الشرطة على جمع المزيد من الأدلة وتحديد هوية جميع المتورطين وتحديد دوافعهم. كما ستعمل على تقييم المخاطر الأمنية المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الجالية اليهودية والمجتمع الأسترالي بشكل عام.


