وقع حادث إطلاق نار جماعي مروع خلال احتفالات عيد الأنوار “Hanukkah” في شاطئ بوندي بسيدني، أستراليا، يوم الأحد، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة 29 آخرين، وفقًا للسلطات الأسترالية. وتعتبر هذه الأحداث، التي استهدفت المجتمع اليهودي، بمثابة هجوم إرهابي، مما أثار صدمة واسعة النطاق وقلقًا متزايدًا بشأن مكافحة السامية في أستراليا. وتجري حاليًا تحقيقات مكثفة لتحديد دوافع المهاجمين وملابسات الحادث.

بدأ الاحتفال السنوي، المعروف باسم “Chanukah By The Sea”، في الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، بهدف الاحتفال باليوم الأول من العيد اليهودي من خلال إضاءة الشمعة الأولى في المنورة. استجابت الشرطة في ولاية نيو ساوث ويلز (NSWPF) لتقارير عن إطلاق نار في حوالي الساعة 6:45 مساءً. وتشير التحقيقات الأولية إلى تورط اثنين على الأقل من المهاجمين، مع وجود احتمال لوجود ثالث.

هجوم بوندي: تفاصيل الحادث وتصاعد المخاوف من التطرف

أكدت الشرطة أن أحد المشتبه بهما في إطلاق النار قُتل في مكان الحادث، بينما يخضع الآخر للعلاج في المستشفى وحالته حرجة. بالإضافة إلى الضحايا القتلى، تم نقل 29 شخصًا على الأقل إلى المستشفيات، من بينهم ضابطا شرطة، لتلقي العلاج. وتشير التقارير إلى أن الضحايا كانوا يشاركون في الاحتفالات الدينية السلمية عندما وقع الهجوم.

اكتشاف متفجرات بدائية الصنع

عثرت الشرطة أيضًا على أدلة على وجود عدة عبوات ناسفة بدائية الصنع في مركبة بالقرب من مسرح الهجوم. فرق التخلص من القنابل التابعة للشرطة تعمل حاليًا على التعامل مع هذه الأجهزة، مما يشير إلى أن المهاجمين ربما خططوا لعمليات أكثر تدميراً. هذا الاكتشاف يثير تساؤلات حول مدى استعداد المهاجمين وتنظيمهم.

أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ عن تعازيه في الحادث، مشيرًا إليه بأنه “هجوم وحشي من قبل إرهابيين خسيسين” على اليهود الذين تجمعوا لإضاءة الشمعة الأولى من عيد الأنوار في شاطئ بوندي. وأضاف أن قلوب الإسرائيليين تنزف مع الضحايا وعائلاتهم، داعيًا إلى الشفاء العاجل للمصابين.

مكافحة السامية في أستراليا ليست ظاهرة جديدة، ولكن الحادث الأخير أثار مخاوف متزايدة بشأن تصاعد التطرف والكراهية ضد اليهود. وقد أعربت الجالية اليهودية في أستراليا بالفعل عن قلقها بشأن الزيادة الأخيرة في الحوادث المعادية للسامية، بما في ذلك التهديدات والاعتداءات اللفظية والجسدية.

وفي سياق متصل، دعت منظمات يهودية أسترالية إلى تعزيز الأمن في أماكن العبادة والمراكز المجتمعية اليهودية، مطالبةً الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة التطرف والكراهية. كما طالبوا بتعزيز التعاون بين وكالات إنفاذ القانون والمجتمع اليهودي لضمان سلامة وأمن أفراده.

هذا الحادث يأتي في أعقاب تقارير عن ارتفاع معدلات جرائم الكراهية في أستراليا بشكل عام، مما يعكس اتجاهًا مقلقًا نحو التطرف والانقسام المجتمعي. وتشير بعض الدراسات إلى أن جائحة كوفيد-19 قد ساهمت في تفاقم هذه المشكلة، حيث أدت إلى زيادة انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت.

في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بشجاعة المستجيبين الأوائل، معربًا عن تضامنه الكامل مع المجتمع اليهودي. وأكد أن الحكومة ستوفر كل الدعم اللازم للشرطة والمجتمع لضمان تحقيق العدالة وتقديم الجناة إلى العدالة.

التحقيقات مستمرة في ملابسات الحادث، مع التركيز على تحديد هوية جميع المتورطين ودوافعهم. تتعاون الشرطة الأسترالية مع وكالات الاستخبارات الدولية لتبادل المعلومات وجمع الأدلة. من المتوقع أن تستمر التحقيقات لعدة أيام أو أسابيع، وقد تؤدي إلى اكتشافات جديدة حول شبكات التطرف في أستراليا.

من المرجح أن يؤدي هذا الهجوم إلى مراجعة شاملة لتدابير الأمن في أستراليا، خاصةً في الأماكن العامة والمواقع الدينية. كما قد يدفع الحكومة إلى تشديد القوانين المتعلقة بجرائم الكراهية والتطرف، وزيادة التمويل المخصص لبرامج مكافحة التطرف.

في الوقت الحالي، لا تزال الصورة الكاملة للأحداث غير واضحة، ومن الضروري انتظار نتائج التحقيقات الرسمية قبل التوصل إلى أي استنتاجات نهائية. ومع ذلك، فإن هذا الحادث المأساوي يمثل تذكيرًا مؤلمًا بالتهديد المستمر الذي يشكله التطرف والكراهية على المجتمعات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. من المتوقع صدور تقرير أولي من الشرطة خلال الأيام القليلة القادمة، مع تحديثات مستمرة حول سير التحقيقات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version