قد تمهد المحادثات التي جرت يوم الأحد بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الطريق لإجراء أول مكالمة بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أكثر من خمس سنوات. وتأتي هذه التطورات في إطار جهود السلام التي يقودها ترامب، حيث يُنظر إلى إتمام مكالمة مباشرة بين القائدين على أنها “انتصار دبلوماسي” محتمل للإدارة الأمريكية الحالية. وتتركز الجهود حاليًا على خطة سلام من 20 نقطة مدعومة من الولايات المتحدة، والتي تتطلب تنازلات من كل من كييف وموسكو.
جهود السلام ووساطة ترامب
أكد ترامب يوم الأحد أنه تحدث مع بوتين قبل لقاء زيلينسكي، واصفًا المحادثة بأنها “جيدة ومنتجة للغاية”. وأضاف ترامب للصحفيين أنه يعتقد أن هناك “أساسًا للتوصل إلى اتفاق”، وأن العملية يمكن أن “تتحرك بسرعة كبيرة”. وتشير التقارير إلى أن هذه المحادثات تهدف إلى إيجاد حل للصراع الروسي الأوكراني المستمر، والذي دخل عامه الثالث.
التحديات الدبلوماسية
يواجه الوسطاء تحديات كبيرة، أبرزها رفض بوتين التحدث إلى زيلينسكي منذ يوليو 2020، بعد حادثة تتعلق بمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة. وقد حاولت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا استئناف الحوار، لكن دون جدوى. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات بين القائدين كانت متوترة حتى قبل ذلك، حيث اتسمت المكالمات السابقة بالبرود وعدم الثقة.
وفقًا لمصادر مطلعة، كان زيلينسكي يشعر بالقلق قبل لقاء ترامب، حيث يحرص عادةً على الاستعداد الجيد للمحادثات ودراسة الملاحظات التي تعدها وزارة الخارجية الأوكرانية. ويُعتقد أن ترامب يتمتع بقدرة فريدة على التواصل مع كل من بوتين وزيلينسكي على المستوى العاطفي، مما يجعله وسيطًا فعالًا في هذه المرحلة الحرجة.
خطة السلام المقترحة
تتضمن خطة السلام المقترحة، والتي تبلغ 90% من إتمامها، إمكانية انسحاب محدود للقوات الأوكرانية من أجزاء من شرق أوكرانيا دون الاعتراف بالسيطرة الروسية، بالإضافة إلى إنشاء مناطق منزوعة السلاح. كما تتضمن الخطة إمكانية إجراء استفتاء وطني في أوكرانيا إذا وافقت موسكو على هدنة لمدة 60 يومًا. وتؤكد أوكرانيا على أهمية الحصول على ضمانات أمنية قانونية ملزمة من الولايات المتحدة لردع أي عدوان روسي مستقبلي.
أشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا مستعدة لفعل كل ما يلزم لإنهاء الحرب، وأن الأولوية القصوى هي تحقيق السلام. وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلب دعمًا دوليًا، وخاصة من أوروبا والولايات المتحدة. وتركز الجهود الحالية على التوصل إلى اتفاق سلام يضمن أمن واستقرار المنطقة.
مواقف الأطراف المتنازعة
في المقابل، حذر بوتين من أن أوكرانيا يجب أن تنسحب من بعض المناطق أو تواجه “القوة”. واعتبر خطة السلام التي قدمها ترامب “نقطة انطلاق” جيدة، لكنه أكد على ضرورة مراعاة المصالح الروسية. ويظل التوصل إلى اتفاق سلام يتطلب تنازلات متبادلة من كلا الطرفين.
الخطوات التالية
من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة. وستركز هذه المشاورات على التفاصيل الدقيقة لخطة السلام، وعلى إيجاد حلول للتحديات العالقة. ويعتبر إتمام مكالمة بين زيلينسكي وبوتين خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام، لكن لا يزال هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات هذه المفاوضات، وتقييم فرص نجاحها في إنهاء الصراع.

