تتواصل المحادثات بين روسيا وأوكرانيا وسط استمرار القتال على الأرض، حيث أعلن مبعوث الكرملين كيريل ديميترييف عن سير “بناء” في المفاوضات، وذلك بالتزامن مع هجوم صاروخي روسي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في مدينة أوديسا الأوكرانية. وتأتي هذه التطورات في وقت يراقب فيه المجتمع الدولي عن كثب أي بادرة أمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع التركيز على دور الوساطة الأمريكية المحتملة في تحقيق تسوية سياسية. مفاوضات السلام الأوكرانية هي محور الاهتمام حاليًا.

آخر مستجدات مفاوضات السلام الأوكرانية

أفاد ديميترييف، في تصريحات للصحفيين في فلوريدا، بأن المناقشات بدأت بالفعل وستستمر اليوم وغدًا. وعقد ديميترييف اجتماعًا مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. يأتي هذا الاجتماع بعد سلسلة لقاءات منفصلة أجراها الجانب الأمريكي مع ممثلين أوكرانيين.

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تحفظه بشأن التقدم المحرز في مفاوضات السلام. وأشار إلى أن الرد الأمريكي على التشاورات مع الروس هو الأمر الحاسم في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه سيتم إطلاعه على هذه الردود لاحقًا.

تصعيد عسكري متزامن مع المحادثات

على الرغم من استمرار المحادثات، لم تتوقف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. فقد أسفر هجوم صاروخي على مدينة أوديسا عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 27 آخرين، وفقًا لما ذكرته وكالات الأنباء. يُظهر هذا التصعيد استمرار الضغط العسكري من جانب روسيا على الرغم من الجهود الدبلوماسية.

وفي تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن القوات الروسية تحقق تقدمًا على طول خطوط الاتصال، معترفًا بأن هذا التقدم قد يكون متفاوتًا في السرعة. وأضاف بوتين أنه يفضل تحقيق أهداف روسيا من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنه حذر من أن روسيا ستلجأ إلى القوة العسكرية لتحقيق أهدافها إذا رفضت أوكرانيا وداعموها الغربيون الحوار الجاد.

وأشار بوتين إلى أن “العملية العسكرية الخاصة” ستتحقق أهدافها بلا شك، وأن روسيا ستعمل على “تحرير الأراضي التاريخية” إذا لزم الأمر. هذه التصريحات تعكس موقفًا روسيًا متشددًا يربط استمرار المحادثات بتقديم أوكرانيا تنازلات كبيرة.

شروط روسيا للسلام والردود المحتملة

تتضمن شروط روسيا للسلام حتى الآن مطالبة أوكرانيا بالتخلي عن مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك بعض المناطق التي لا تخضع حاليًا للسيطرة الروسية. هذا المطلب يمثل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق سلام محتمل، حيث يرفض الجانب الأوكراني التنازل عن سيادته ووحدة أراضيه.

وتشير التقارير إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قدم نصائح للمسؤول الروسي حول كيفية تسويق أي اتفاق محتمل للرئيس ترامب. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى استقلالية الوساطة الأمريكية ومصداقيتها في نظر الجانب الأوكراني. الوضع في أوكرانيا لا يزال معقدًا.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المراقبون الدوليون عن كثب ردود فعل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، على تطورات المفاوضات. فقدوم جاريد كوشنر إلى الاجتماع يثير أيضًا التكهنات حول دور محتمل للإدارة الأمريكية السابقة في أي جهود دبلوماسية مستقبلية. الأزمة الروسية الأوكرانية تتطلب حلولًا دبلوماسية.

في المقابل، يركز الجانب الأوكراني على الحصول على ضمانات أمنية قوية من الدول الغربية، بالإضافة إلى استعادة سيادته على جميع أراضيه. ويعتبر زيلينسكي أن أي تسوية سلام يجب أن تحترم وحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها. الخلافات حول الأراضي المتنازع عليها هي جوهر المشكلة.

من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة مزيدًا من التشاور بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا. وسيكون من المهم مراقبة ردود الفعل على تصريحات بوتين، وكذلك التطورات العسكرية على الأرض. يبقى مستقبل مفاوضات السلام معلقًا على عدة عوامل، بما في ذلك الإرادة السياسية للأطراف المعنية وموقف الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version