انضمت السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترامب والسيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا إلى حملة للكشف عن عملية روسية تقدر بمليارات الدولارات لخطف وتلقين الأطفال الأوكرانيين، وفقًا لمتحدث باسم الحملة. وتسلط هذه المبادرة الضوء على قضية اختطاف الأطفال الأوكرانيين، وهي مسألة تثير قلقًا دوليًا متزايدًا. وتأتي هذه الجهود في وقت تتزايد فيه الاتهامات لروسيا بارتكاب جرائم حرب تتعلق بتهجير وترحيل القاصرين.

جهود مشتركة لمواجهة أزمة اختطاف الأطفال الأوكرانيين

أكد ماكسيم ماكسيموف، المتحدث باسم منظمة “Bring Kids Back UA”، أن الدورين المتباينين للسيدتين الأوليين يعززان رسالة المنظمة. وقال إن ميلانيا ترامب تعمل على زيادة الرؤية لقضايا معينة، مما أدى إلى إعادة لم شمل سبعة أطفال أوكرانيين مع أسرهم في أكتوبر، بالإضافة إلى ثمانية آخرين مؤخرًا. في المقابل، تركز أولينا زيلينسكا على العمل الميداني في أوكرانيا.

دور ميلانيا ترامب في تسليط الضوء على القضية

وفقًا لماكسيموف، تستخدم ميلانيا ترامب صوتها كأم وشخصية عامة لجذب الانتباه العالمي إلى الأطفال الذين قد يُنسون. وأضاف أن حديثها يجذب الانتباه، وأنها اختارت استخدام هذا التأثير لتسليط الضوء على معاناة الأطفال الأوكرانيين مباشرة إلى المسؤول عن اختطافهم. كما كتبت السيدة ترامب “رسالة سلام” إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس، داعية إياه إلى حماية الأطفال والأجيال القادمة.

دور أولينا زيلينسكا على أرض الواقع

أما أولينا زيلينسكا، فهي متواجدة بشكل دائم في أوكرانيا، حيث تزور المستشفيات والملاجئ والمدارس والكنائس، وتلتقي بالأطفال الذين مروا بصدمات لا ينبغي لأي طفل أن يختبرها. وقد أدت جهود المنظمة إلى تجريم أوكرانيا لترحيل الأطفال، وتجنيدهم قسرًا، وعرقلة عودتهم. كما فرضت عقوبات على الأفراد المتورطين في عمليات الاختطاف والتبني غير القانوني.

نطاق الأزمة وتأثيرها

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 20 ألف طفل قد تم الإبلاغ عن اختطافهم منذ الغزو الروسي الشامل في عام 2022، وفقًا لمنظمة “Bring Kids Back UA”. ومع ذلك، يؤكد ماكسيموف أن كل حالة تتطلب التحقق الفردي، لأن روسيا تحجب الوصول إلى المعلومات وتغير هويات الأطفال. حتى الآن، تم التحقق من 9221 حالة بشكل كامل، لكن الآلاف الآخرين لا يزالون مفقودين.

تعتبر روسيا اختطاف الأطفال جزءًا من استراتيجية تهدف إلى محو هويتهم وتشكيلهم، وفقًا لماكسيموف. ويزعم أن روسيا تنفق مليارات الدولارات على أنظمة تعمل على تجنيد وتلقين هؤلاء الأطفال بدلاً من إعادتهم. وتشير التقارير إلى أن الأطفال يتعرضون لضغوط للتخلي عن هويتهم الأوكرانية والتعرض للدعاية التي تهدف إلى تغيير نظرتهم إلى بلدهم.

المستقبل وما يجب مراقبته

تؤكد أوكرانيا أن كل طفل مختطف يجب أن يعود دون شروط، وأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام طالما بقي حتى طفل واحد في الأراضي الروسية. من المتوقع أن تستمر الجهود الدولية لتوثيق حالات الاختطاف والضغط على روسيا لإعادة الأطفال إلى أسرهم. الوضع الإنساني في أوكرانيا يظل معقدًا، ويتطلب مراقبة دقيقة لضمان حماية حقوق الأطفال المتضررين من الحرب. وستكون متابعة التحقيقات الدولية في جرائم الحرب المحتملة المتعلقة باختطاف الأطفال أمرًا بالغ الأهمية في الأشهر المقبلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version