يتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران مع تحذيرات إسرائيلية من أن مناورات الصواريخ الإيرانية الأخيرة قد تكون غطاءً لهجوم مفاجئ. يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة هذه التطورات المتسارعة، وتأتي هذه الجهود في ظل مخاوف متزايدة بشأن برنامج إيران النووي ووضعها العسكري، خاصةً مع اقتراب موعد محادثات متوقعة في 29 ديسمبر. وتعتبر قضية الأسلحة النووية الإيرانية من القضايا المحورية في هذه التوترات.

تصعيد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي

أعرب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، علنًا عن هذه المخاوف، مؤكدًا أن طموحات إيران النووية ووضعها العسكري يشكلان تهديدًا مباشرًا ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضًا للولايات المتحدة وأوروبا. وأشار هاكابي إلى أن الرئيس ترامب وضع خطًا أحمر ثابتًا فيما يتعلق بإيران، مؤكدًا باستمرار أن إيران لن تتمكن أبدًا من تخصيب اليورانيوم أو امتلاك سلاح نووي.

وفقًا لتقارير إخبارية، فإن هذه المخاوف ليست جديدة. فقد أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم بشأن الأنشطة العسكرية الإيرانية المتزايدة، مشيرين إلى أن مناورات فيلق القدس الإسلامي الصاروخية قد تكون استعدادًا لشن هجوم على إسرائيل.

تاريخ من التوترات والمناورات

يستند القلق الإسرائيلي إلى تاريخ من التوترات والمناورات الإيرانية. فقد ذكر مسؤول إسرائيلي كبير لوسائل الإعلام أن هذه التدريبات تثير مخاوف حقيقية، مستشهدًا بحرب أكتوبر (يوم الغفران) كمثال على كيفية استخدام التدريبات كغطاء لعمليات عسكرية مفاجئة.

في المقابل، قلل المسؤول من احتمالية وجود تنسيق عسكري وشيك مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أي خطط مشتركة من هذا القبيل لن يتم الكشف عنها للعامة.

ردود الفعل الدولية والمحلية

تأتي هذه التطورات بعد ردود فعل إيجابية من إسرائيل على ما وصفه البعض بـ “نجاح عسكري باهر” للرئيس ترامب في ضربات استهدفت البرنامج النووي الإيراني. كما أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ عن شكره للرئيس ترامب على هذه الخطوة التي اعتبرها “تاريخية”.

ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن إيران تسعى إلى إعادة بناء قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، مما يزيد من حدة القلق. وقد أثار هذا الأمر نقاشًا داخليًا في إسرائيل، بما في ذلك الجدل حول تشريعات التهرب من التجنيد.

يرى البعض أن التركيز على التهديد الإيراني قد صرف الانتباه عن القضايا الداخلية، بينما يرى آخرون أن هذا التهديد يتطلب استعدادًا دائمًا.

نتنياهو يسعى إلى دعم ترامب

يخطط نتنياهو، وفقًا لتقارير إخبارية، لاستخدام اجتماعه مع ترامب لإقناعه بأن التوسع الإيراني المتجدد في برنامجها للصواريخ الباليستية يشكل تهديدًا متزايدًا يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة. ومن المتوقع أن يؤكد نتنياهو على أن أنشطة إيران تعرض للخطر ليس إسرائيل فحسب، بل أيضًا الاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية.

ويُفترض أن يقدم نتنياهو لترامب عدة خيارات، بما في ذلك إمكانية مشاركة الولايات المتحدة أو تقديم الدعم في حال قررت إسرائيل اتخاذ إجراءات عسكرية إضافية ضد إيران.

في سياق متصل، صرح رئيس وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأن إيران لديها المواد اللازمة لبناء قنبلة نووية، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لا تملك خططًا للقيام بذلك.

الوضع الحالي يتطلب مراقبة دقيقة. من المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا مع ترامب في 29 ديسمبر لمناقشة هذه القضايا. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الاجتماع سيؤدي إلى أي تطورات ملموسة، وما إذا كانت إيران ستواصل مسيرتها نحو تطوير قدراتها النووية والعسكرية.

الخطر المتمثل في الأسلحة النووية الإيرانية لا يزال قائمًا، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة ومراقبة دقيقة لضمان عدم تصعيد الوضع في المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version