أعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذ ضربات جوية في شمال غرب نيجيريا، مستهدفة عناصر من تنظيم داعش الإرهابي. يأتي هذا الإجراء بعد تحذيرات سابقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استمرار العنف ضد المسيحيين في البلاد، وتأكيدًا على التعاون الأمني الوثيق بين واشنطن ونيجيريا. وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، وتحديدًا ضد تنظيم داعش في نيجيريا، الذي يمثل تهديدًا متزايدًا للأمن الإقليمي.
الضربات الأمريكية وتصاعد العنف ضد المسيحيين في نيجيريا
أكدت وزارة الخارجية النيجيرية أن الضربات الجوية كانت نتيجة تبادل معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة، وأنها استهدفت بدقة مواقع إرهابية. ووصفت الوزارة التعاون الأمني بأنه “هيكل تعاون أمني منظم” يهدف إلى حماية المدنيين وتعزيز الوحدة الوطنية. جاءت هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس ترامب عن تنفيذ “ضربة قوية ومدمرة” ضد “حثالة داعش” في نيجيريا، متهمًا إياهم بقتل المسيحيين بشكل وحشي.
تفاصيل الضربات وأهدافها
وفقًا لتقارير إخبارية، استهدفت الضربات معسكرات إرهابية في منطقة جابو بولاية سوكوتو، حيث وردت أنباء عن مقتل عدد من عناصر التنظيم. تعتبر جابو منطقة نفوذ للمقاتلين وترتبط بولايات أخرى مثل كبي وزامفارا. أعربت مصادر في مؤسسة “أبواب مفتوحة” الخيرية المسيحية عن قلقها من احتمال حدوث انتقام نتيجة لهذه الضربات.
ردود الفعل على الضربات
أشاد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، بالضربات، واصفًا إياها بأنها رسالة واضحة للمسيحيين في نيجيريا وحول العالم بأن الولايات المتحدة “ستقاتل من أجلهم”. وكان السفير والتز قد وصف سابقًا الانتهاكات ضد المسيحيين في نيجيريا بأنها “إبادة جماعية”. من جانبه، أعلن بيت هيجسيث، وزير الحرب، أن الضربات نفذت بناءً على طلب الرئيس ترامب لوقف عمليات القتل. وأشار إلى الدعم والتعاون الذي قدمته الحكومة النيجيرية.
سياق العنف في نيجيريا
شهدت نيجيريا في الأشهر الأخيرة تصاعدًا في الهجمات التي تستهدف المسيحيين والمؤسسات المسيحية، مما أثار غضبًا دوليًا. ففي نوفمبر الماضي، اقتحم مسلحون كنيسة “الرسولية المسيحية”، مما أسفر عن مقتل شخصين واختطاف العشرات. تم إطلاق سراح المختطفين بعد حوالي أسبوع. كما شهدت البلاد سلسلة من الهجمات على المدارس المسيحية، بما في ذلك اختطاف 25 فتاة من مدرسة داخلية في ولاية كبي، واختطاف أكثر من 300 طالب وموظف من مدرسة سانت ماري.
التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ونيجيريا
تأتي هذه الضربات في إطار التعاون الأمني المتزايد بين الولايات المتحدة ونيجيريا في مجال مكافحة الإرهاب. وتشمل هذه الجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الاستراتيجي. تعتبر الولايات المتحدة نيجيريا شريكًا مهمًا في مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا، حيث تواجه المنطقة تهديدات متزايدة من الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا. مكافحة الإرهاب في نيجيريا تتطلب جهودًا متواصلة.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المجتمع الدولي عن كثب الوضع في نيجيريا، مع التركيز على حماية حقوق الأقليات الدينية ومنع المزيد من التصعيد في العنف. الأمن القومي النيجيري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار الإقليمي.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم لنيجيريا في جهودها لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على بناء قدرات القوات المسلحة النيجيرية وتعزيز التعاون الاستخباراتي. الوضع الأمني في نيجيريا لا يزال هشًا، ويتطلب يقظة مستمرة.
في الوقت الحالي، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن رد فعل الجماعات الإرهابية على الضربات الأمريكية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة. سيراقب المراقبون عن كثب التطورات على الأرض، وتقييم تأثير الضربات على قدرات تنظيم داعش في نيجيريا. العلاقات الدولية تلعب دورًا حاسمًا في حل هذه المشكلة.
