أطلقَت روسيا هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا خلال الليلة الماضية، مستخدمةً أعداداً كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ. يأتي هذا الهجوم في وقتٍ تُجري فيه أوكرانيا محادثات مع مسؤولين أمريكيين في ولاية فلوريدا حول سبل تحقيق سلام دائم. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من عامين، وتصاعد التوترات بين الجانبين، ووسط جهود دولية للتوصل إلى حل سياسي.

ووفقاً لمسؤولين أوكرانيين، فقد استهدف الهجوم 653 طائرة مسيرة و 51 صاروخاً، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص. أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 585 طائرة مسيرة و 30 صاروخاً. يُعدّ هذا الهجوم من بين الأكبر منذ بداية الصراع، ويشير إلى استمرار روسيا في استراتيجيتها الهجومية.

هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا وجهود السلام المستمرة

أتى الهجوم الروسي المكثف بعد أيام من تحذيرات من مسؤولين أوكرانيين وغربيين بشأن تصعيد محتمل في الأعمال القتالية. وقد استهدفت الضربات محطات توليد الطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا، بالإضافة إلى محطة زابوروجيا للطاقة النووية، التي شهدت انقطاعاً مؤقتاً في التيار الكهربائي. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المحطة تحتاج إلى الطاقة لتبريد مفاعلاتها المتوقفة عن العمل لمنع وقوع حادث كارثي.

وعلى الرغم من هذه التطورات، تستمر المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة في فلوريدا. شارك في هذه المحادثات المبعوث الخاص الأمريكي ستيف ويتكوف، وجارد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وتركزت المناقشات على إيجاد “طريق موثوق به نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا”، وفقاً لبيان صادر عن المبعوث ويتكوف.

ردود الفعل الدولية

أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم الروسي، مُؤكداً على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا لإجبارها على التوجه نحو السلام. وأعلن ماكرون أنه يعتزم عقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني، والمستشار الألماني في لندن يوم الاثنين لمناقشة الوضع. وتشكل هذه الجهود جزءاً من المساعي الدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمة.

وفي تصريح له، قال زيلينسكي إنه أجرى “مكالمة هاتفية مثمرة” مع مسؤولين أمريكيين مشاركين في المحادثات في ميامي. يأتي هذا في وقت ترفض فيه روسيا أجزاءً رئيسية من خطة السلام الأمريكية، وتحذر فيه مسؤولون روس من خطر نشوب حرب جديدة في أوروبا، بحسب ما ورد في تقارير إخبارية.

الضربات المضادة الأوكرانية

ردت القوات الأوكرانية على الهجوم الروسي بشن ضربات مضادة استهدفت أراضي روسية. أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قواتها قصفت مصفاة ريزان للنفط في روسيا. تشير هذه الخطوة إلى أن أوكرانيا تهدف إلى الرد على الهجمات الروسية وتعطيل البنية التحتية العسكرية الروسية. العلاقات الثنائية ووسائل الدفاع الذاتي.

تسببت الضربات الروسية أيضاً في أضرار مدنية، حيث ذكر مسؤولون محليون أن محطة القطار في مدينة فاستيف، بالقرب من كييف، قد “احترقت” بسبب ضربة بطائرة مسيرة. يؤكد هذا على التأثير المدمر للحرب على الشعب الأوكراني، وضرورة حماية المدنيين.

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو استمرار الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا. وتظل قضية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا معلقة في الكونجرس. وتهدف الجهود الدبلوماسية الحالية إلى إطلاق عملية سلام جادة ذات نتائج ملموسة. الصراع الأوكراني الروسي والبحث عن حلول سياسية.

من المتوقع أن تستمر المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وأن يلتقي الرئيس زيلينسكي بقادة أوروبيين لمناقشة الوضع. تبقى التحديات كبيرة، حيث ترفض روسيا التنازل عن شروطها، وتصر أوكرانيا على استعادة أراضيها. تعتبر متابعة التطورات الدبلوماسية والعسكرية عن كثب أمراً بالغ الأهمية في الأيام والأسابيع القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version