رغم تراجع سعر الأوقية عالميًا بنحو 1% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حافظت أسعار الفضة في السوق المحلية على استقرارها، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث.

استقرار محلي وتراجع عالمي

في تعاملات السبت، سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 51.25 جنيهًا، وعيار 999 حوالي 64 جنيهًا، بينما بلغ عيار 925 نحو 59.25 جنيهًا، أما الجنيه الفضة (عيار 925) فقد وصل إلى 474 جنيهًا.

وعلى الصعيد العالمي، هبطت الفضة إلى 37.93 دولارًا للأوقية، مسجلة انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 0.9%.

من «Lipstick Effect» إلى خيارات استثمارية أذكى

أوضح التقرير أن فترات الركود أو تباطؤ النمو الاقتصادي تكشف عن ظاهرة سلوكية تُعرف اقتصاديًا باسم «Lipstick Effect»، أي ميل المستهلكين إلى إنفاق أموالهم على رفاهيات صغيرة ولحظية – مثل مستحضرات التجميل، الوجبات السريعة، الأزياء الرخيصة أو أحدث الهواتف – بدلًا من الاستثمار طويل الأجل.

ويعود ذلك إلى شعور الأفراد بأن الأصول الكبرى مثل الذهب والعقارات والسيارات أصبحت بعيدة المنال مع ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية، فيلجأ المستهلك إلى ما يمنحه شعورًا لحظيًا بالسعادة، حتى وإن كان هذا السلوك يفاقم من أزماته المالية لاحقًا.

وخلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، ارتفعت مبيعات مستحضرات التجميل بأكثر من 60%، كما زاد الإقبال على الأطعمة السريعة والموضة الرخيصة، في وقت كانت فيه الأسهم والعقارات تحت ضغوط حادة.

الفضة: من ملاذ آمن إلى أداة تحوّط

بينما تمنح النفقات الاستهلاكية الفورية شعورًا لحظيًا بالإشباع، فإنها لا تترك أي أثر مالي إيجابي، على العكس، الاستثمار في الفضة يمثل وسيلة حقيقية للحفاظ على قيمة المال وتنميته، خاصة في فترات التضخم وعدم اليقين.

فالفضة، إلى جانب الذهب، تعد ملاذًا آمنًا وأداة تحوّط فعالة ضد تراجع قيمة العملة، وعلى عكس السلع الاستهلاكية التي تفقد قيمتها فور شرائها، يظل المعدنان النفيسان محتفظين بجزء كبير من قيمتهما على المدى الطويل، مع سهولة تسييلهما وبيعهما في مختلف الأسواق العالمية.

حماية الأموال من التبخر

يحذر التقرير من أن غياب هدف مالي واضح أو خطة استثمارية قد يؤدي إلى تبخر الأموال في كماليات مؤقتة، وفي المقابل، فإن تخصيص جزء من الدخل للاستثمار في الذهب أو الفضة قد يكون الخطوة الأذكى لبناء أمان مالي حقيقي، وتجنب الوقوع في فخ “Lipstick Effect” الذي يحول الإنفاق اللحظي إلى بديل لتراكم الثروة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version