يؤكد الكاتب والباحث في الآثار المصرية الدكتور شريف شعبان، أن ما يعرف اصطلاحًا بـ “الحضارة الفرعونية” هو تعبير غير دقيق تاريخيًا، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتصحيح هذا المفهوم الشائع وإعادة نسب الحضارة لأصحابها الحقيقيين، في وقت تستعد فيه مصر لحدث تاريخي يتمثل في الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة.
ويعتبر شعبان – في تصريحات خاصة لـ “صدى اللد” – أن الهوية المصرية القديمة أوسع وأعمق من أن تختزل في لقب أو فترة حكم، موضحًا أن الحضارة المصرية القديمة تمثل نتاج عقول المصريين وإبداعاتهم عبر آلاف السنين، وهي الأساس الذي قامت عليه ملامح الشخصية المصرية حتى اليوم، وهو ما يجسده المتحف المصري الكبير كأكبر منصة عالمية لاستعراض عبقرية المصريين القدماء وإبداعهم في شتى مجالات الفن والمعمار والفكر.
ويكشف الباحث أن الخلط في التسمية يعود إلى سوء فهم تاريخي، داعيًا إلى أن يكون الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير فرصة لتصحيح هذا المفهوم وإبراز الهوية المصرية الحقيقية أمام العالم.
شريف شعبان: حضارتنا ليست فرعونية كما يظن الكثيرون.. إنها الحضارة المصرية القديمة الأصيل
وقال الكاتب والباحث في الآثار المصرية الدكتور شريف شعبان، أن مصطلح “الفرعنة” أو “الحضارة الفرعونية” هو تعبير غير دقيق تاريخيًا، مشيرًا إلى أن التسمية الصحيحة والأكثر دقة هي “الحضارة المصرية القديمة”، باعتبارها حضارة الشعب المصري عبر العصور، لا حضارة حاكم بعينه.
وأوضح شعبان أن كلمة “فرعون” في أصلها كانت لقبًا يطلق على الملك، لكنها ارتبطت في الوعي العام بشخص محدد يعتقد أنه عاش في عصر الهكسوس، وهو العصر الذي شهد قصة خروج سيدنا موسى وبني إسرائيل، ومن هنا حدث الخلط التاريخي بين اللقب والشخص، مؤكدًا أنه من غير المنطقي أن نختزل حضارة بأكملها في اسم فرد واحد حتى وإن كان ملكًا.
وأضاف الباحث في الآثار، أن الحضارة المصرية القديمة كانت نتاج تراكم حضاري وإنساني عظيم شارك في صناعته ملايين المصريين على مدى آلاف السنين، من مهندسين وفنانين وعمال وكهنة، ممن أسسوا أول دولة مركزية في التاريخ، وتركوا إرثًا معماريًا وفنيًا وفكريًا لا يزال يلهم العالم حتى اليوم.
وشدد شعبان على أن تصحيح المفاهيم التاريخية أصبح ضرورة ثقافية وتعليمية، داعيًا إلى أن تتبنى وسائل الإعلام والمناهج الدراسية المصطلح الصحيح وهو الحضارة المصرية القديمة، احترامًا لجذورنا الحقيقية وتاريخنا العريق، مضيفًا: “حان الوقت أن ننسب الحضارة لأصحابها الحقيقيين، المصريين القدماء، الذين أرسوا أسس الهوية المصرية الممتدة حتى اليوم”.

