شهد حفل توزيع جوائز سوق البحر الأحمر السينمائي في دورته الأخيرة إقبالاً غير مسبوقاً وتتويجاً لمجموعة متنوعة من المشاريع السينمائية والدرامية الواعدة. وقد وزعت الجوائز على 40 فيلماً ومسلسلاً في مراحل مختلفة من الإنتاج، بهدف دعم صناع الأفلام وتمكينهم من تحقيق رؤاهم الإبداعية. يمثل هذا الحدث منصة حيوية لنمو صناعة السينما في المنطقة.

أكد القائمون على السوق أن النسخة الحالية تجاوزت التوقعات من حيث عدد المشاركين والجهات العارضة، حيث استقبلت 166 جهة عرض في 90 جناحاً. يهدف هذا النمو إلى تعزيز مكانة السوق كمركز إقليمي وعالمي لصناعة الأفلام، وجذب الاستثمارات، وتشجيع التعاون بين المبدعين.

دعم المشاريع السينمائية والدرامية في سوق البحر الأحمر

تأتي هذه الجوائز في إطار استراتيجية مؤسسة البحر الأحمر السينمائي لدعم المواهب السينمائية العربية، الأفريقية، والآسيوية، سواء كانت ناشئة أو ذات خبرة. وتشمل الجوائز دعماً مالياً وعينياً، بالإضافة إلى برامج متخصصة مثل “اللودج” و”معمل المسلسلات” التي توفر بيئة محفزة لتطوير المشاريع.

جوائز نقدية وعينية متنوعة

حصل المنتج فهد سمّان على منحة للمشاركة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي من خلال “معمل المنتجين 2026″، المقدمة من مركز السينما العربية. كما منحت شبكة راديو وتلفزيون العرب جوائز إنتاج لمشروعي “رحيل نبيل” و”ضِلّ”، بالإضافة إلى جائزة لمشروع عربي آخر، وهو فيلم “بيت وبيت” للمخرجة مها الحاج. وتنوعت الجوائز لتشمل خدمات ما بعد الإنتاج، مثل خدمات الصوت من “دي تي إس” وخدمات المونتاج من “ليث برودكشن”، بالإضافة إلى دعم في مجالات التسويق والتوزيع.

التركيز على المواهب الجديدة

أشارت هولي دانيال، مديرة سوق البحر الأحمر، إلى أن السوق أصبح نقطة انطلاق أساسية للجيل الجديد من صانعي الأفلام. وقد شهدت الدورة الحالية مشاركة مشاريع مدعومة سابقاً، مثل فيلم “غرق” للمخرجة زين دريعي وفيلم “نجوم الأمل والألم” للمخرج سيريل عريس، في مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، مما يؤكد فعالية برامج الدعم المقدمة.

كما تم تكريم فيلم “لالتقاط السماء الساقطة” للمخرج تشيتا تشوكو بجائزة الإشادة الخاصة، بينما حصل فيلم “رماد يوقظ النار” للمخرجة أشميتا جوها نوجي على جائزة التميّز لمخرج جديد. هذه الجوائز تعكس التزام السوق بدعم الأصوات الجديدة وتشجيعها على تقديم أعمال مبتكرة.

دعم التسويق والتوزيع

بالإضافة إلى الدعم الفني والمالي، ركزت الجوائز أيضاً على تسهيل عملية التسويق والتوزيع للأفلام الفائزة. فقد حصل فيلم “جثمان أخضر” للمخرج خالد زيدان على جائزة نقدية وخدمات تسويقية من شركة “حبّار”، بالإضافة إلى دعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”. كما فاز فيلم “الابن الضالّ” بجائزة من “إيزي للتوزيع” لتسهيل توزيعه في تونس.

وتشير هذه الجهود إلى إدراك مؤسسة البحر الأحمر السينمائي لأهمية التسويق والتوزيع في نجاح الأفلام، وحرصها على توفير الدعم اللازم لصناع الأفلام في هذا المجال. وتعتبر هذه الجوائز بمثابة حافز إضافي للمشاريع السينمائية العربية لكي تصل إلى جمهور أوسع وتحقق انتشاراً دولياً.

فيما يتعلق بالمسلسلات، فاز كل من “مدينة المال” للمخرج توني كوروس، و”أعراض جانبية” للمخرجة هند متولي بجائزتي مسلسلات سوق البحر الأحمر، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالإنتاج الدرامي في المنطقة. هذا الدعم يساهم في تطوير محتوى عربي عالي الجودة يلبي تطلعات المشاهدين.

من المتوقع أن تستمر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في تطوير برامج الدعم والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز صناعة السينما في المنطقة. وستركز الجهود المستقبلية على جذب المزيد من الاستثمارات، وتشجيع التعاون الدولي، وتوفير فرص تدريب وتأهيل لصناع الأفلام. ويجب متابعة تأثير هذه المبادرات على جودة الإنتاج السينمائي العربي وقدرته على المنافسة في الأسواق العالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version