أعربت الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر عن ملاحظتها الغياب الملحوظ للالسينما العربية في المشهد السينمائي الأمريكي، مقارنة بالنجاح الذي حققته السينما الإيرانية في الوصول إلى جمهور أوسع دوليًا. جاءت تصريحات فوستر خلال مشاركتها في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجه الأفلام العربية في اختراق الأسواق العالمية.

وأكدت فوستر، في لقاء مع الصحفيين، أنها لا تملك الفرصة الكافية لمتابعة الإنتاجات السينمائية العربية، معربة عن أملها في زيادة المعرفة بهذه الصناعة. يأتي هذا في وقت يشهد فيه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي اختتم دورته الثانية والعشرين في السادس من ديسمبر، تكريمًا لنجوم عالميين مثل فوستر، بهدف تعزيز التبادل الثقافي والسينمائي.

تحديات تواجه انتشار السينما العربية عالميًا

يشير غياب السينما العربية عن المشهد السينمائي في الولايات المتحدة، كما ذكرت فوستر، إلى عدة عوامل. من بينها محدودية التوزيع، ونقص الدعم التسويقي للأفلام العربية في الأسواق الغربية، بالإضافة إلى الحواجز اللغوية والثقافية. ومع ذلك، يرى خبراء في صناعة السينما أن جودة الإنتاج السينمائي العربي في تحسن مستمر، وأن هناك إمكانات كبيرة لزيادة انتشاره عالميًا.

السينما الإيرانية نموذجًا للنجاح

في المقابل، نجحت السينما الإيرانية في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية من خلال مشاركاتها الفعالة في المهرجانات السينمائية الكبرى، وحصولها على جوائز مرموقة. وقد أشادت فوستر بفيلم “It Was Just An Accident” للمخرج جعفر بناهي، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان 2025، واصفة إياه بأنه “رائع جدًا”. يعزى هذا النجاح إلى الدعم الحكومي للسينما الإيرانية، والتركيز على القصص الإنسانية العميقة التي تتجاوز الحدود الثقافية.

المغرب.. مصدر إلهام بصري

خلال حديثها، أعربت فوستر عن إعجابها بالمغرب كموقع تصوير سينمائي. وأشارت إلى جمال مدن مثل مراكش والصويرة، وإمكانية استلهام قصص فريدة من الثقافة المغربية الغنية. يُعد المغرب وجهة مفضلة للعديد من صناع الأفلام الأجانب، نظرًا لتنوع المناظر الطبيعية، وتوفر البنية التحتية اللازمة للإنتاج السينمائي.

وتطرقت فوستر إلى تجربتها الشخصية في عالم السينما، مؤكدة أن فيلم “Silence of the Lambs” كان نقطة تحول في مسيرتها الفنية. وقالت إن هذا الفيلم، الذي فازت عنه بجائزة أوسكار أفضل ممثلة، يجمع بين عناصر التشويق والإثارة، ويتناول قضايا اجتماعية ونفسية معقدة. كما أوضحت أن شغفها بالقراءة ساعدها على تطوير مهاراتها الإخراجية، وأن التمثيل منحها فهمًا أعمق للطبيعة البشرية.

تأتي تصريحات فوستر في سياق نقاش أوسع حول ضرورة دعم الإنتاج السينمائي العربي، وتعزيز حضوره في المحافل الدولية. وتشير إلى أهمية بناء شراكات بين صناع الأفلام العرب ونظرائهم في الغرب، وتبادل الخبرات والمعرفة. كما تؤكد على ضرورة الاستثمار في تطوير البنية التحتية للسينما العربية، وتوفير التمويل اللازم للإنتاجات السينمائية ذات الجودة العالية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة الترجمة والتدبيل للأفلام العربية إلى لغات أخرى يمكن أن يساهم في توسيع قاعدة المشاهدين. كما أن استخدام منصات البث الرقمي يمكن أن يوفر وسيلة فعالة للوصول إلى جمهور عالمي أوسع. وتشير التقديرات إلى أن سوق الأفلام المستقلة يشهد نموًا مطردًا، مما يفتح فرصًا جديدة لصناع الأفلام العرب لعرض أعمالهم.

من المتوقع أن يستمر المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في لعب دور حيوي في تعزيز السينما العربية والإفريقية. وستركز الدورات القادمة على دعم المشاريع السينمائية الناشئة، وتوفير فرص التدريب والتأهيل لصناع الأفلام الشباب. كما سيتم التركيز على تنظيم ورش عمل وندوات حول مختلف جوانب صناعة السينما، بهدف تطوير المهارات والكفاءات المحلية. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية الدعم المالي واللوجستي للسينما العربية، وتذليل العقبات التي تعيق انتشارها عالميًا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version