قدمت النجمة العالمية جيسيكا ألبا رؤى قيمة حول صناعة السينما، ودورها في تمكين المرأة والتنوع، خلال مشاركتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة يوم الجمعة. ألبا، المعروفة بأدوارها التمثيلية وريادتها الأعمال، ناقشت تجربتها الشخصية، وعودتها إلى الإنتاج بعد فترة من التركيز على إدارة شركة “The Honest Company”، بالإضافة إلى التعاونات المستقبلية، بما في ذلك مشروع مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور. وتعد مشاركة جيسيكا ألبا في المهرجان إضافة نوعية لما يقدمه من محتوى فكري وثقافي.

أعربت ألبا عن قناعتها بأن التغيير الحقيقي في هوليوود يجب أن يبدأ من خلال زيادة تمثيل النساء والأقليات في مناصب الإنتاج وصنع القرار، مؤكدة أن هذه الخطوة ضرورية لتحقيق تنوع حقيقي في القصص التي تُروى على الشاشة. وشددت على أهمية دعم الأصوات الجديدة والمنظورات المختلفة في صناعة الأفلام.

عودة قوية إلى عالم الإنتاج

بعد أكثر من عقد من الزمن أمضته في إدارة شركة “The Honest Company” الناجحة، قررت جيسيكا ألبا العودة إلى شغفها الأول: صناعة الأفلام. وأوضحت أنها شعرت بالحاجة إلى استكشاف إمكانات السينما كأداة قوية للتغيير الاجتماعي والثقافي. وترى أن الأفلام قادرة على فتح العقول وإلهام المشاهدين بطرق لا تستطيع وسائل الإعلام الأخرى تحقيقها.

وأضافت أن حبها للسينما يعود إلى طفولتها، حيث كانت تجد في الأفلام والمسلسلات ملاذاً آمناً ومصدراً للخيال والإلهام خلال فترات مرضها الطويلة. وكشفت أنها كانت تتخيل نفسها كبطلة خارقة، مما عزز إيمانها بقدرة القصص السينمائية على تجاوز الواقع والمستحيل.

تمكين المرأة في صناعة السينما

تأسست شركة الإنتاج الخاصة بألبا، Lady Metalmark Entertainment، بهدف تقديم قصص متنوعة تعكس تجارب النساء وتطلعاتهن. وأكدت ألبا أن هناك حاجة ماسة لزيادة تمثيل النساء، وخاصة ذوات البشرة الملونة، في جميع جوانب صناعة السينما، من الإخراج والإنتاج إلى الكتابة والتمثيل.

وإدراكاً منها لأهمية الدور الاقتصادي للمرأة، أشارت إلى أن النساء يشكلن 50% من السكان ويتحكمن في 70% من الإنفاق الأسري، مما يؤكد الحاجة إلى إنتاج محتوى ترفيهي يعبر عنهن ويلبي تطلعاتهن.

مشاريع تعاونية ورؤى فنية

من بين المشاريع التي كشفت عنها ألبا، مشروع تعاوني مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور، صاحبة فيلم “المرأة القوية” (Wadjda) و “النونية” (The Perfect Sun). ألبا وصفته بأنه قصة مؤثرة ورقيقة تدور حول علاقة أب بابنته. بالإضافة إلى ذلك، تعمل ألبا على تطوير فيلم “أكشن كوميدي عائلي” بالتعاون مع المخرج روبرت رودريجز، يضم فريقًا كاملاً من الممثلين من أصول لاتينية.

كما تحدثت عن مشاركتها في فيلم “A Tree Is Blue”، وهو فيلم من إخراج داكوتا جونسون ويقدم قصة مؤثرة عن فتاة مصابة بالتوحد وعلاقتها بوالدتها. وتعاون ألبا في هذا العمل هو دليل على اهتمامها بدعم المخرجين الجدد وتقديم قصص فريدة ومؤثرة، وتحقيق التنوع في القصص المعروضة.

أثناء الحوار، عادت ألبا إلى ذكرى مشهد في فيلم “Fantastic Four” وصفته بأنه كان مهيناً، وأنه شعرت بالخوف والقلق بشأنه لأسابيع. وأشارت إلى أن هذا المشهد يعكس التحديات التي تواجهها الممثلات في هوليوود، والحاجة إلى مزيد من الاحترام والتقدير.

وفيما يتعلق بالنسخة الحديثة من سلسلة “Fantastic Four”، أوضحت ألبا أنها لم تشاهد الفيلم بعد بسبب رغبة أبنائها الدائمة في مشاهدة فيلم “Sonic”. ومع ذلك، أعربت عن حبها لأفلام مارفل وخططها لمشاهدة الفيلم مع أبنائها في المستقبل القريب. وتمر صناعة السينما السعودية بمرحلة تطوير وتحتاج إلى استثمارات وورشات عمل للنهوض بها.

تأتي مشاركة جيسيكا ألبا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في سياق اهتمام متزايد بصناعة السينما في المملكة العربية السعودية، حيث يسعى المهرجان إلى أن يكون منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يشهد المهرجان المزيد من المشاريع التعاونية بين صناع الأفلام السعوديين والعالميين في المستقبل القريب.

يتطلع القائمون على المهرجان إلى إعلان المزيد من التعاونات والصفقات الجديدة خلال الأيام القادمة. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الخطط المستقبلية للمهرجان في مؤتمر صحفي في نهاية الأسبوع. يعتبر هذا المهرجان خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة في أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة الترفيه والثقافة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version