اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة دورته الخامسة وسط احتفاء كبير بالمكرمين، الذين شاركوا كلمات مؤثرة عكست تقديرهم للمهرجان وأهميته المتزايدة في دعم صناعة السينما. وشهد حفل الختام كلمات ملهمة من قبل شخصيات سينمائية عالمية بارزة، بما في ذلك السير أنتوني هوبكنز، والمخرجة السعودية عهد كامل، والنجم إدريس ألبا، والمخرج دارين أرونوفسكي، مما يؤكد مكانة مهرجان البحر الأحمر السينمائي كمنصة رئيسية لصناع الأفلام والجمهور على حد سواء.

وقد أقيم المهرجان على مدار أسبوع في مدينة جدة التاريخية، واستضاف نخبة من الأفلام والفعاليات السينمائية التي جذبت اهتماماً إقليمياً ودولياً واسعاً. يهدف المهرجان إلى تعزيز الحوار الثقافي ودعم المواهب السينمائية الناشئة، بالإضافة إلى المساهمة في تطوير البنية التحتية للسينما في المملكة العربية السعودية.

كلمات المكرمين تعكس تقديرهم للمهرجان

بدأت مراسم التكريم بتقديم الفنانة يسرا تكريمها للسير أنتوني هوبكنز، الذي أعرب عن سعادته بوجوده في المهرجان ووصفه بالـ”استثنائي”. وأكد هوبكنز أن الأجواء التي تشهدها أمسيات المهرجان تحمل “قدراً من السحر”، معرباً عن امتنانه لكرم الضيافة والمشاريع السينمائية “المذهلة” التي شاهدها.

من جانبها، عبرت المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل عن عمق مشاعرها قائلة: “اليوم أنا واقفة هنا استلم هذا التكريم.. وفي مشاعر تغمرني مرة صعبة.. لو أحد ممكن يعبر عنها بكثير من الزمن”. وأوضحت أن التكريم يمثل اعترافاً بمسيرتها المهنية والشخصية، مؤكدة أنه تقدير لـ”رحلة طويلة كان فيها صعب، وكان فيها حب، وكان فيها ناس آمنوا فيي”.

أما النجم إدريس ألبا، الذي كرمه النجم سلمان خان، فقد وصف مهرجان البحر الأحمر السينمائي بأنه “من أفضل المهرجانات التي حضرتها في حياتي”. وأشاد ألبا بقدرة المهرجان على جمع رواة القصص من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز التبادل الثقافي والتعليم من خلال السينما.

أرونوفسكي: تجربة فريدة في المملكة

فيما يتعلق بالمخرج دارين أرونوفسكي، فقد أعرب عن انطباعاته الإيجابية عن زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية. وأكد أن التجربة كانت “غير عادية”، وأن الواقع الذي شاهده في جدة يختلف تماماً عن التصورات السابقة التي كانت لديه. وأشار إلى أنه كوّن صداقات جديدة منذ وصوله، وأن هذه التجربة ستظل مؤثرة في حياته.

وأكد أرونوفسكي على أهمية المهرجانات السينمائية في دعم السينما المستقلة عالمياً، مستشهداً بمهرجانات مرموقة مثل “صاندانس” و”ترايبيكا” و”تورونتو”. وأضاف أنه لم يتوقع أن يجد نفس القدر من الطاقة والحماس في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

كما أشاد أرونوفسكي بمستوى الطلاب الذين التقى بهم في “الماستر كلاس”، مشيراً إلى ذكائهم وتنوع خلفياتهم الثقافية. وأعرب عن رغبته في دعمهم ومساعدتهم في تطوير مشاريعهم السينمائية. وأكد أن وجود “منصة إنتاجية بهذا المستوى” يضع المهرجان في مكانة فريدة.

وشهد المهرجان أيضاً فعاليات جانبية متنوعة، بما في ذلك ندوات وورش عمل وعروض خاصة للأفلام، مما أتاح للجمهور فرصة للتفاعل مع صناع الأفلام والتعرف على أحدث التطورات في عالم السينما. كما ساهم المهرجان في إبراز المواهب السينمائية السعودية الصاعدة، وتقديمها للجمهور العالمي.

من المتوقع أن يعلن القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائي عن تفاصيل الدورة السادسة في الأشهر القادمة، مع التركيز على مواصلة دعم السينما العربية والعالمية، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للفعاليات السينمائية الدولية. وستظل التحديات المتعلقة بالتمويل والاستدامة والتأشيرات من العوامل التي يجب مراقبتها في التطورات المستقبلية للمهرجان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version