دأبت هيئة الأفلام السعودية، برئاسة المخرج والكاتب عبد الله آل عياف، على إعطاء النقد السينمائي مساحة كبيرة من الاهتمام والتقدير. وقد جاء مؤتمر النقد السينمائي الدولي، الذي عقد في الرياض على مدار 3 أيام، ليعكس هذا الاهتمام.
شهد المؤتمر مشاركة عدد كبير من النقاد الأجانب والعرب، تحت عنوان عام هو “المكان والذاكرة والهوية”. وقد تضمن المؤتمر عدداً كبيراً من الفعاليات، معظمها مع نقاد وباحثين ومنظمين مهرجانات ومديرين متاحف وأرشيفات سينمائية.
فعاليات بالجملة
تضمنت فعاليات المؤتمر محاضرة “الأرشيف: حيث تنتهي الأفلام، وتولد من جديد” التي أجرتها الدكتورة يانكا باركوتشي أستاذة السينما ومسؤولة الأرشيف المجري. وقد كشفت خلالها عن بعض تفاصيل عمل الباحثين والمرممين في الأرشيفات.
كما شهد المؤتمر ندوة “الصحراء في السينما العربية” التي شارك فيها كل من عبد الله الحبيب، فيصل شيباني، محمد الصفار، رامي عبد الرازق. وقد ناقشت الندوة التمثلات السينمائية للصحراء في الأفلام العربية.
بعيد وقريب من المكان
دارت بعض المناقشات حول مدن بعينها بشكل أكثر تركيزاً، منها “خريطة الذاكرة: أطلس سينمائي لتلبيسي الستينيات” التي ألقتها الجورجية نيني شيفلذز. وقد رصدت فيها تصوير المدينة في ظل نظام سياسي واجتماعي شيوعي ثم التغيرات التي لحقت بهذه الصورة على مدار العقود.
كما شهد المؤتمر محاضرة “المكان كذاكرة بصرية: كيف تتحول الجغرافيا إلى شخصية في الفيلم” التي ألقاها الكاتب والأستاذ علي المجنوني. وقد ركزت المحاضرة على “الفضاء المنزلي” في السينما، ومن خلال فيلم عربي سعودي هو “أربعون عاما وليلة” للمخرج محمد الهليل.
من أجل الشباب
أقيمت عدة ورش عمل معظمها مستمد من “ثيمة” المكان، مثل “سرد المكان واستحضار الذاكرة: الفضاء السينمائي في السينما الإيطالية” التي أدارها نيكولا ديفيد. وقد هدفت الورشة إلى تعريف الشباب بالتقنيات السينمائية المستخدمة في تصوير المكان.
شهد المؤتمر أيضاً عرض أحد أروع الكلاسيكيات السينمائية فيما يتعلق بالمكان وهو فيلم News From Home، الذي أخرجته البلجيكية شانتال أكرمان في 1977.
من المتوقع أن تستمر هيئة الأفلام السعودية في دعمها للنقد السينمائي، وأن تشهد الفعاليات السينمائية المقبلة مزيداً من النقاشات والورش التي تهدف إلى تعزيز الثقافة السينمائية في المملكة.

