شهدت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) نموًا في الإيرادات خلال الربع الثالث من عام 2023، حيث تجاوزت 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلةً 752 مليون دولار. يأتي هذا التحسن في الوقت الذي تسعى فيه الشركة، بقيادة إيلون ماسك، إلى إعادة هيكلة أعمالها وخفض التكاليف بعد الاستحواذ عليها بقيمة 44 مليار دولار. ومع ذلك، لا تزال “إكس” تواجه خسائر فصلية كبيرة بسبب نفقات إعادة الهيكلة المستمرة.
أظهرت بيانات أولية، نقلتها مصادر مطلعة على الأرقام، أن إجمالي إيرادات “إكس” خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي تجاوز 2 مليار دولار. يعكس هذا النمو جهودًا متزايدة لتنويع مصادر الدخل، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الإعلانات.
تحسن إيرادات “إكس” لا يمحو الخسائر الفصولية
على الرغم من الزيادة الملحوظة في الإيرادات، سجلت “إكس” صافي خسارة قدره 577.4 مليون دولار في الربع الثالث، وفقًا للمصادر نفسها. يعزى هذا العجز بشكل رئيسي إلى التكاليف المرتبطة بإعادة هيكلة الشركة، والتي شملت تسريح عدد كبير من الموظفين وتغييرات في البنية التنظيمية.
شهدت المنصة تراجعًا في الإيرادات بعد فترة من الطفرة التي أعقبت الانتخابات الأمريكية، مما يشير إلى أن التحديات لا تزال قائمة. هذا التراجع أثر على الأداء العام للشركة في بداية فترة تولي ماسك للمنصة.
مؤشرات على الاستقرار المالي
تشير بعض المؤشرات إلى أن “إكس” بدأت تستقر بعد فترة من الاضطرابات التي أعقبت الاستحواذ. فقد بلغ الربح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (Ebitda) حوالي 454 مليون دولار في الربع الثالث، بزيادة قدرها 16% مقارنة بالعام الماضي.
هذا التحسن في مقياس الربحية يعكس قدرة الشركة على إدارة التكاليف بشكل أفضل وتحسين الكفاءة التشغيلية. بالإضافة إلى ذلك، سجلت “إكس” نموًا في الإيرادات خلال الربع الثاني من العام، مما يؤكد الاتجاه الإيجابي.
اعتمدت “إكس” تاريخيًا على الإعلانات كمصدر رئيسي للدخل، ولكن الشركة تعمل على تنويع مصادرها من خلال تقديم الاشتراكات المدفوعة والاتفاقيات الخاصة بترخيص البيانات. لم يتم الكشف عن تفاصيل النسبة المئوية للإيرادات التي تأتي من الإعلانات حتى الآن.
من المهم ملاحظة أن حجم أعمال “إكس” الحالي لا يزال أصغر بكثير مما كان عليه عند استحواذ ماسك عليها في أواخر عام 2022. ففي الربع الثاني من عام 2022، سجلت “تويتر” مبيعات بلغت 1.18 مليار دولار، وهو آخر ربع تم فيه الإعلان عن النتائج المالية للشركة ككيان مدرج في البورصة.
لم يصدر أي تعليق رسمي من متحدث باسم “إكس” حتى الآن بشأن هذه الأرقام. هذا الصمت يزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالوضع المالي للشركة.
تعتبر هذه التطورات جزءًا من جهود أوسع لإيلون ماسك لتحويل “إكس” إلى منصة متعددة الأغراض تتجاوز مجرد شبكة اجتماعية. تشمل هذه الجهود إضافة ميزات جديدة مثل المدفوعات والخدمات المالية، بالإضافة إلى استكشاف فرص في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.
الوضع التنافسي في سوق وسائل التواصل الاجتماعي يتسم بالحدة، حيث تواجه “إكس” منافسة قوية من منصات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك. نجاح “إكس” في تحقيق النمو المستدام سيعتمد على قدرتها على التمييز عن منافسيها وجذب المستخدمين والمعلنين.
من المتوقع أن تستمر “إكس” في التركيز على خفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية في الأشهر المقبلة. كما من المرجح أن نشهد المزيد من التغييرات في استراتيجية الشركة، حيث يسعى إيلون ماسك إلى تحقيق رؤيته للمنصة. يبقى من غير الواضح متى ستتمكن “إكس” من تحقيق الربحية بشكل كامل، ولكن هذه النتائج تشير إلى أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح.
يجب مراقبة أداء “إكس” عن كثب في الربع القادم، مع التركيز بشكل خاص على نمو الإيرادات من مصادر جديدة، مثل الاشتراكات المدفوعة، وقدرة الشركة على السيطرة على التكاليف. أيضًا، من المهم متابعة التطورات في مجال الإعلانات، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأداء المالي للشركة.

