تراجعت أسعار النفط من مكاسبها الأولية اليوم، بعد قيام الولايات المتحدة بمصادرة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، في خطوة تصعيدية أدت إلى زيادة المخاوف الجيوسياسية. يأتي هذا التراجع بالتزامن مع هجمات أوكرانية متزايدة على أهداف مرتبطة بروسيا، مما أثر على معنويات المستثمرين في الأسواق. وتشير التطورات إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط، على الرغم من التوترات الإقليمية.

استقر خام برنت فوق مستوى 62 دولارًا للبرميل، بعد أن سجل مكاسب أولية بلغت 0.7%، بينما تداول خام غرب تكساس الوسيط دون 59 دولارًا. وقد طغت المخاوف بشأن الإمدادات العالمية على الأداء الضعيف لبعض الشركات، وعلى الرغم من أن هذه المخاوف ساهمت في دعم الأسعار بشكل مؤقت، إلا أن الضغوط الأوسع نطاقًا في الأسواق المالية أدت إلى تقليص هذه المكاسب.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط

تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد قيام القوات الأمريكية باعتراض واقتحام ناقلة نفط، وهو ما وصفته الحكومة الفنزويلية بأنه “عمل قرصنة”. تأتي هذه الخطوة في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، والتي تهدف إلى إجبار الرئيس نيكولاس مادورو على الاستقالة.

وفقًا لبيانات حديثة، تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم، حيث صدّرت حوالي 586 ألف برميل يوميًا في الشهر الماضي. معظم هذه الصادرات موجهة إلى الصين، بينما تصل كميات محدودة من إنتاج شركة شيفرون إلى الولايات المتحدة. أكدت شيفرون أن عملياتها في فنزويلا مستمرة كالمعتاد.

هجمات أوكرانيا على ناقلات النفط الروسية

بالتوازي مع التطورات في فنزويلا، كثفت أوكرانيا هجماتها على ناقلات مرتبطة بتجارة النفط الروسية، والمعروفة باسم “أسطول الظل”. وقد وقع ما لا يقل عن خمسة هجمات على سفن ذات صلة بروسيا منذ نهاية الشهر الماضي، مما يشير إلى تصعيد في الجهود الأوكرانية لتعطيل إمدادات الطاقة الروسية.

تأتي هذه الهجمات في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، لكن يبدو أن التوترات في البحر الأسود تزيد من تعقيد الوضع.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن زيادة الإنتاج من قبل دول أوبك+ والولايات المتحدة قد تفوق نمو الطلب العالمي على النفط، مما قد يؤدي إلى فائض في المعروض. هذا السيناريو يضع ضغوطًا هبوطية على الأسعار، خاصة في عام 2026.

صرح روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون لدى ويستباك بانكينغ، بأن “مصادرة الولايات المتحدة لسفينة فنزويلية وهجوم أوكرانيا على ناقلة نفط روسية يجب أن يضيفا المزيد إلى علاوة المخاطر المتعلقة بالعقوبات والحرب على المدى القريب”. وأضاف أن “فائض المعروض المتزايد سيضغط على الأسعار في عام 2026″، متوقعًا أن يتراوح سعر برنت بين 60 و 65 دولارًا للبرميل في الوقت الحالي.

على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت بيانات حكومية أمريكية انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، ارتفعت المخزونات في كوشينغ بولاية أوكلاهوما بعد أربعة أسابيع من التراجع، لكنها لا تزال عند أدنى مستوى لها منذ عام 2007.

في أحدث التداولات، استقر سعر برنت للتسوية في فبراير عند 62.18 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:17 ظهرًا بتوقيت سنغافورة. كما استقر سعر خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في يناير عند 58.46 دولارًا للبرميل.

من المتوقع صدور التقارير الشهرية من منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية في وقت لاحق اليوم، والتي قد تقدم رؤى إضافية حول وضع العرض والطلب في سوق النفط. سيراقب المستثمرون هذه التقارير عن كثب لتقييم التوجهات المستقبلية المحتملة للأسعار، مع الأخذ في الاعتبار استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتوقعات فائض المعروض. كما أن تطورات الأوضاع في فنزويلا وأوكرانيا ستظل محورية في تحديد مسار أسعار النفط في المدى القصير والمتوسط.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version