أعلنت الخطوط الجوية القطرية اليوم الأحد عن تعيين حمد علي الخاطر رئيساً تنفيذياً جديداً للمجموعة، ليخلف بذلك بدر محمد المير الذي شغل المنصب لمدة عامين. يأتي هذا التغيير في قيادة الشركة في وقت تشهد فيه الخطوط الجوية القطرية نمواً وتوسعاً عالمياً، وتسعى لتعزيز مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في صناعة الطيران.
تم الإعلان عن القرار من قبل رئيس مجلس إدارة المجموعة، سعد شريدة الكعبي، ويأتي الخاطر إلى منصبه الجديد قادماً من مطار حمد الدولي، حيث كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات. ويحمل الخاطر خبرة واسعة في قطاع الطيران والطاقة، حيث شغل مناصب قيادية سابقة في شركة قطر للطاقة.
تغيير قيادي في سياق توسع الخطوط الجوية القطرية
يعكس هذا التغيير في القيادة استراتيجية الخطوط الجوية القطرية المستمرة للتطور والابتكار. بدر محمد المير تولى المنصب في عام 2022 خلفاً لأكبر الباكر، الذي قاد الشركة لأكثر من 25 عاماً وشهدت خلال فترة قيادته تحولاً كبيراً. وقد أشاد الكعبي بجهود المير، معرباً عن ثقته في قدرة الخاطر على قيادة المجموعة نحو آفاق جديدة.
من أبرز الإنجازات التي تحققت خلال فترة ولاية المير، صفقة شراء 210 طائرة عريضة البدن من شركة بوينغ بقيمة تقدر بـ 96 مليار دولار، وفقاً لتقارير بلومبرغ. تعتبر هذه الصفقة الأكبر من نوعها في تاريخ بوينغ من حيث القيمة، وتعكس التزام الخطوط الجوية القطرية بتحديث أسطولها وتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.
تحديات خلال فترة ولاية المير
لم تخلُ فترة ولاية المير من التحديات، حيث واجهت الشركة توترات إقليمية أدت إلى إغلاق المجال الجوي القطري لفترة من الوقت، مما تسبب في تعطيل رحلات الآلاف من الركاب. وقد نجحت الخطوط الجوية القطرية في التعامل مع هذه الأزمة بفعالية، وتوفير الدعم اللازم للمسافرين المتضررين.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الشركة زيادة في الاستثمار في شركات الطيران الأصغر حجماً، بهدف توسيع شبكتها العالمية وتعزيز مكانتها في الأسواق الناشئة. وتشمل هذه الاستثمارات حصة في شركة فيرجن أستراليا، وحصة 25% في شركة إس إيه إيرلينك في جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى صفقة قيد التنفيذ لشراء 49% من شركة رواندا إير. في المقابل، قامت الشركة ببيع حصتها في شركة كاثاي باسيفيك الأسترالية.
الاستثمار في الأسطول والشركات التابعة
تعتبر استراتيجية الاستثمار في الأسطول والشركات التابعة جزءاً أساسياً من خطط النمو الطموحة للخطوط الجوية القطرية. فمن خلال تحديث أسطولها، تسعى الشركة إلى توفير أحدث التقنيات والخدمات لعملائها، وتحسين كفاءة عملياتها. كما أن الاستثمار في الشركات التابعة يسمح لها بتوسيع نطاق وصولها إلى أسواق جديدة، والاستفادة من فرص النمو المتاحة.
وتشهد صناعة الطيران بشكل عام انتعاشاً ملحوظاً بعد جائحة كوفيد-19، مع زيادة الطلب على السفر الجوي. وتستعد الخطوط الجوية القطرية للاستفادة من هذا الانتعاش، من خلال تنفيذ خططها الاستراتيجية وتوسيع شبكتها العالمية. وتعتبر الخطوط الجوية القطرية من بين الشركات الرائدة التي تستثمر في تطوير البنية التحتية للطيران، وتحسين تجربة المسافرين.
تعتبر الخبرة السابقة لحمد علي الخاطر في إدارة العمليات في مطار حمد الدولي ذات أهمية خاصة، حيث يمتلك معرفة عميقة بالتحديات والفرص التي تواجه قطاع الطيران في قطر. ومن المتوقع أن يستفيد الخاطر من هذه المعرفة في قيادة الخطوط الجوية القطرية نحو تحقيق المزيد من النجاحات. كما أن خلفيته في شركة قطر للطاقة قد تساهم في تعزيز التعاون بين القطاعين، والاستفادة من الخبرات المتبادلة.
في الوقت الحالي، تركز الشركة على إتمام صفقة الاستحواذ على حصة 49% في شركة رواندا إير، والتي من المتوقع أن تعزز مكانتها في السوق الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الشركة استكشاف فرص استثمارية جديدة في شركات الطيران الأخرى، بهدف توسيع شبكتها العالمية وتعزيز مكانتها التنافسية. وتشير التوقعات إلى أن الخطوط الجوية القطرية ستواصل النمو والتوسع في السنوات القادمة، لتصبح واحدة من أبرز شركات الطيران في العالم.
من المنتظر أن يعلن مجلس إدارة الخطوط الجوية القطرية عن تفاصيل إضافية حول خطط الشركة المستقبلية خلال الأشهر القادمة. وستشمل هذه الخطط استراتيجيات جديدة لتطوير الخدمات، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتوسيع الشبكة العالمية. ويراقب خبراء صناعة الطيران عن كثب التطورات التي تشهدها الخطوط الجوية القطرية، ويتوقعون لها دوراً محورياً في تشكيل مستقبل صناعة الطيران.

