أكدت شركة “مبادلة للاستثمار” في أبوظبي، وهي من أبرز المستثمرين في مجال الائتمان الخاص بالمنطقة، على قوة استثماراتها في هذا القطاع. جاء هذا في ظل تزايد المخاوف بشأن تداعيات الأزمات الأخيرة التي شهدها هذا السوق. وتدير مبادلة محفظة استثمارية في الائتمان الخاص تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.

صرح وليد المقرب المهيري، الرئيس التنفيذي للعمليات في “مبادلة”، خلال مشاركته في مؤتمر “ميلكن” بالعاصمة أبوظبي، بأن المخاوف المتعلقة بمشاكل هيكلية في قطاع الائتمان الخاص مبالغ فيها. وأكد على أهمية التنويع وبناء محفظة استثمارية متوازنة لإدارة المخاطر وتحقيق عوائد مستدامة.

صمود استثمارات مبادلة في الائتمان الخاص رغم تقلبات السوق

تأتي تصريحات المهيري في وقت يشهد فيه قطاع الائتمان الخاص بعض التحديات، حيث أعلنت شركتان عن إفلاسهما مؤخراً، مما أثر سلباً على بعض البنوك وشركات الاستثمار. فقد سجل بنك “جيه بي مورغان تشيس” خسارة بقيمة 170 مليون دولار بسبب شركة “تريكولور هولدينغز”، المتخصصة في تمويل السيارات عالية المخاطر، وفقاً لتقارير إخبارية. وحذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي للبنك، من وجود المزيد من المشكلات المحتملة.

ومع ذلك، أكدت “مبادلة” على قدرتها على تجاوز هذه التحديات بفضل استراتيجيتها الاستثمارية الحكيمة. وأشارت إلى أن قطاع الائتمان الخاص كان الأفضل أداءً ضمن محفظتها الاستثمارية المتنوعة على مدى السنوات الثلاث الماضية. وذلك قبل أن يضيف المهيري خلال المؤتمر أنهم حققوا أداءً جيداً لمدة أربع سنوات متتالية، مع إدراكه لتأثير الدورات الاقتصادية على هذا النوع من الاستثمارات.

الاستثمار المتزايد في الائتمان الخاص

تستمر “مبادلة للاستثمار” في توسيع نطاق استثماراتها في مجال الائتمان الخاص، وذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية مع شركات عالمية رائدة مثل “أبولو غلوبال مانجمنت”، و”كارلايل غروب”، و”كيه كيه آر آند كو”. يهدف هذا التوسع إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على التقلبات في أسواق الأسهم التقليدية.

وتُعزز هذه الشراكات من قدرة “مبادلة” على الوصول إلى فرص استثمارية جديدة ومجزية في مختلف القطاعات، بما في ذلك التمويل العقاري، والتمويل المؤسسي، والديون المتعثرة. ويعتبر الائتمان الخاص بديلاً جذاباً للاستثمار في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع تقييمات الأصول التقليدية.

أهمية التنويع وإدارة المخاطر في الاستثمار

شدد وليد المقرب المهيري على أهمية التنويع في الاستثمار كأداة أساسية لإدارة المخاطر وتقليل الأثر السلبي للأزمات المالية. وأوضح أن بناء محفظة استثمارية متوازنة ومتنوعة يساهم في تحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل. كما أكد على ضرورة إجراء تقييم شامل للمخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرار استثماري، وأن يكون لدى المستثمرين خطة واضحة للتعامل مع هذه المخاطر.

هذا التأكيد على أهمية إدارة المخاطر يأتي في سياق تحذيرات متزايدة من قبل المؤسسات المالية الدولية بشأن المخاطر الكامنة في قطاع الائتمان الخاص، والتي تشمل ارتفاع مستويات الديون، وتراجع جودة الائتمان، وزيادة احتمالية التخلف عن السداد. ويرى خبراء الاستثمار أن الشركات التي تتبنى نهجاً حذراً في إدارة المخاطر هي الأقدر على الصمود في وجه هذه التحديات.

تعد “مبادلة للاستثمار” واحدة من ثلاثة صناديق سيادية رئيسية في أبوظبي، حيث تدير هذه الصناديق مجتمعة أصولاً تقدر بنحو 1.8 تريليون دولار. وتلعب هذه الصناديق دوراً حيوياً في دعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

من المتوقع أن تستمر “مبادلة” في مراقبة تطورات قطاع الائتمان الخاص عن كثب، وأن تقوم بتعديل استراتيجيتها الاستثمارية حسب الحاجة. في الوقت نفسه، من المهم الانتباه إلى المؤشرات الاقتصادية العالمية وتطورات أسواق الأسهم، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أداء هذا القطاع. وستكون نتائج الربع القادم حاسمة في تقييم استمرارية هذا الأداء القوي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version