شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم، بعد انتهاء جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا دون التوصل إلى أي انفراجة بشأن الحرب في أوكرانيا. هذا الوضع يزيد من المخاوف بشأن استمرار القيود على إمدادات النفط الروسي لفترة أطول، مما قد يؤثر على الأسواق العالمية. يأتي هذا التطور بالتزامن مع تقارير متباينة حول مستويات المخزونات الأمريكية.

وارتفع خام برنت للعقود الآجلة تسليم شهر فبراير بنسبة 0.35% ليصل إلى 62.67 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% ليستقر قرب 59 دولارًا للبرميل. وتشير هذه التحركات إلى استمرار حالة عدم اليقين في السوق، مع بقاء الأسعار في نطاق ضيق خلال الأسبوع الجاري.

تأثير الأزمة الأوكرانية على أسعار النفط

أعلنت الكرملين أن المحادثات مع الوفد الأمريكي، بقيادة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، كانت “بناءة” ولكنها لم تسفر عن أي اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا. يُنظر إلى هذا الفشل في التوصل إلى حل دبلوماسي على أنه عامل سلبي يؤدي إلى استمرار حالة التوتر الجيوسياسي.

تأتي هذه المحادثات على خلفية تقارير عن هجمات مؤخرًا على ناقلات مرتبطة بروسيا، حيث ذكر أحد مديري السفن أنه سيوقف إرسال السفن إلى البلاد. هذا التطور يضيف طبقة أخرى من التعقيد على سلسلة الإمداد النفطية، ويزيد من احتمالية حدوث اضطرابات.

الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الروسي، مما يزيد من المعروض في السوق ويضغط على الأسعار. ومع ذلك، في ظل استمرار الحرب، من المرجح أن تظل العقوبات قائمة، مما يبقي جزءًا كبيرًا من الإنتاج الروسي خارج السوق.

مخزونات النفط الأمريكية وعلاقتها بالأسعار

على الرغم من المخاوف بشأن الإمدادات، إلا أن تقريرًا صادرًا عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أظهر زيادة في المخزونات التجارية للنفط الخام بمقدار 574 ألف برميل الأسبوع الماضي. هذه الزيادة كانت أقل من التقديرات الأولية التي أشارت إلى ارتفاع قدره 2.5 مليون برميل، وفقًا لتقرير صادر عن معهد البترول الأمريكي (API).

في المقابل، ارتفعت مخزونات البنزين بأكبر وتيرة منذ مايو الماضي، مما يشير إلى انخفاض في الطلب على هذا المنتج. هذا التطور قد يقلل من الزخم الصعودي لأسعار النفط في المدى القصير.

وعلى صعيد آخر، تشير تقارير إلى أن الخطاب الأمريكي المتزايد ضد فنزويلا، المنتجة الرئيسية للنفط، قد يساهم أيضًا في دعم الأسعار. حيث ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن البنتاغون قد يبدأ قريبًا في استهداف ما وصفه بـ “عصابات المخدرات” في فنزويلا، مما يثير مخاوف بشأن تعطيل إمدادات النفط.

عوامل أخرى تؤثر على سوق النفط

تواصل التوترات الجيوسياسية في مناطق أخرى من العالم إضافة علاوة مخاطر إلى أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تطورات تتعلق بمفاوضات نووية مع إيران قد تؤثر بشكل كبير على المعروض من النفط في السوق. في حال التوصل إلى اتفاق، قد تعود إيران إلى تصدير النفط بكميات كبيرة، مما يزيد من الضغط على الأسعار.

كما أن قرارات أوبك وحلفائها (أوبك+) بشأن مستويات الإنتاج لها تأثير مباشر على أسعار النفط. من المتوقع أن تجتمع المجموعة في بداية العام المقبل لمناقشة سياسة الإنتاج وتحديد ما إذا كانت ستزيد أو تخفض الإنتاج.

تراقب الأسواق أيضًا عن كثب تطورات الاقتصاد العالمي، حيث أن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط. يتوقع صندوق النقد الدولي أن يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا في النمو في عام 2024 بسبب عوامل مثل ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات التجارية.

في الخلاصة، تستمر أسعار النفط الروسي في أن تكون مدفوعة بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا. يتوقع أن تستمر هذه العوامل في التأثير على الأسعار في المدى القصير والمتوسط. وتعتبر تطورات المخزونات الأمريكية ومفاوضات إيران وعقوبات فنزويلا من العوامل الثانوية التي يجب مراقبتها عن كثب.

من المقرر أن تجتمع أوبك+ في الأسابيع القليلة المقبلة لتقييم وضع السوق واتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج. سيهتم المستثمرون أيضًا بمراقبة أي تطورات جديدة في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا، وتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) الأسبوعي حول المخزونات البترولية. يُعد مسار أسعار النفط في الوقت الحالي غير مؤكد ويخضع لعدد كبير من العوامل المتغيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version