تُعد الجلطات الصامتة خطرًا صحيًا متزايدًا يصيب العديد من الأشخاص دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة. هذا النوع من الجلطات، الذي يؤثر على القلب والدماغ بشكل رئيسي، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، بما في ذلك الموت المفاجئ. حذر الدكتور جوني خوري مؤخرًا من أن عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطراب النوم تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الجلطات، وتحد من القدرة على اكتشافها مبكرًا.

التحذير جاء في تصريحات أدلى بها الدكتور خوري بتاريخ 17 ديسمبر 2025، مع التركيز على تأثير نمط الحياة غير الصحي والظروف البيئية على الصحة القلبية والوعائية. وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المنطقة، مما يؤكد على أهمية التوعية والمتابعة الصحية المنتظمة. تشمل العوامل المساهمة أيضاً العمل الليلي والتعرض للتوتر النفسي المستمر.

الجلطات الصامتة: ما هي وكيف تحدث؟

الجلطات الصامتة، أو ما يعرف أحيانًا بـ “السكتات الدماغية الصامتة” أو “النوبات القلبية الصامتة”، هي تجلطات تحدث في الأوعية الدموية دون أن تسبب أعراضًا ملحوظة على الفور. ومع ذلك، فإن هذه الجلطات تتراكم بمرور الوقت، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة. يمكن أن تنجم الجلطات الصامتة عن عدة أسباب، أبرزها تصلب الشرايين وتكون لويحات دهنية داخل الأوعية الدموية، مما يعيق تدفق الدم.

تأثير ارتفاع ضغط الدم والسكري

يعد ارتفاع ضغط الدم أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بالجلطات، حيث يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية ويجعلها أكثر عرضة لتراكم الجلطات. بالإضافة إلى ذلك، يلعب مرض السكري دورًا كبيرًا في هذه العملية، حيث يساهم في زيادة مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية وتصلبها. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ارتفاع ضغط الدم والسكري يعتبران من أبرز أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم.

اضطراب الساعة البيولوجية والعمل الليلي

أظهرت العديد من الدراسات أن اضطراب الساعة البيولوجية، والذي يحدث غالبًا بسبب العمل الليلي أو السفر عبر المناطق الزمنية، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالجلطات. هذا الاضطراب يؤثر على مستويات الهرمونات وعمليات التمثيل الغذائي، مما يزيد من فرص تكون الجلطات. ويرتبط العمل الليلي أيضاً بزيادة مستويات التوتر و قلة النشاط البدني، وهما عاملان آخران يزيدان من هذا الخطر.

التوتر النفسي المزمن، سواء كان ناتجًا عن ضغوط العمل أو المشاكل الشخصية، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر. هذا الارتفاع يؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات. يعمل الكورتيزول أيضًا على زيادة مستويات السكر في الدم والدهون، مما يفاقم مشكلة تصلب الشرايين.

كيف يمكن الوقاية من الجلطات الصامتة؟

الوقاية من الجلطات الصامتة تتطلب اتباع نمط حياة صحي وإجراء فحوصات طبية منتظمة. فمن الضروري الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. يجب أيضًا تجنب التدخين والحد من استهلاك الكحول.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري مراقبة حالتهم الصحية بانتظام والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب. يعتبر فحص نسبة الكوليسترول في الدم أمرًا بالغ الأهمية أيضًا، حيث يمكن أن تساعد الأدوية الخافضة للكوليسترول في تقليل خطر تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية، فمن المهم جدًا محاولة تنظيم النوم قدر الإمكان. ينصح أيضًا بأخذ فترات راحة منتظمة أثناء العمل وتجنب الإفراط في تناول الكافيين أو المنبهات الأخرى.

تشخيص الجلطات الصامتة والتحديات التي تواجهه

غالبًا ما يكون تشخيص الجلطات الصامتة أمرًا صعبًا نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة. ومع ذلك، يمكن استخدام بعض الفحوصات الطبية للكشف عن وجود هذه الجلطات، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ وتخطيط كهربية القلب. الأشعة المقطعية هي أيضاً أداة مهمة في هذا السياق.

صحة القلب تعتبر من أهم المقاييس التي يجب مراقبتها. التحدي الرئيسي يكمن في أن العديد من الأشخاص لا يعلمون أنهم يعانون من هذه الجلطات حتى تحدث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. وهذا يسلط الضوء على أهمية الفحوصات الوقائية المنتظمة، خاصةً للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر.

هناك أيضًا تحديات تتعلق بتفسير نتائج الفحوصات، حيث قد تكون بعض العلامات غير محددة وقد تشير إلى مشاكل صحية أخرى. لذلك، يتطلب تشخيص الجلطات الصامتة خبرة طبية متخصصة.

تقييمات مستقبلية وتوقعات

تعتزم وزارة الصحة في [اسم الدولة] إطلاق حملة توعية واسعة النطاق حول الجلطات الصامتة وعوامل الخطر المرتبطة بها في الربع الأول من عام 2026. تهدف الحملة إلى تثقيف الجمهور حول أهمية الكشف المبكر والوقاية من هذه الجلطات. بالإضافة إلى ذلك، يجري حاليًا تقييم إمكانية إضافة فحص الجلطات الصامتة إلى قائمة الفحوصات الصحية الروتينية.

ومع ذلك، فإن الإجراءات المحددة التي ستتخذها الوزارة لا تزال غير مؤكدة وتعتمد على نتائج التقييمات والموارد المتاحة. من المتوقع أيضًا أن تواصل المؤسسات البحثية إجراء دراسات حول الجلطات الصامتة لفهم أفضل لأسبابها وعلاجها. يجب مراقبة التطورات في مجال التصوير الطبي، حيث قد تظهر تقنيات جديدة أكثر دقة في الكشف عن هذه الجلطات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version