أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا أمرًا تنفيذيًا لتخفيف القيود المفروضة على الماريجوانا، مما أثار نقاشًا واسع النطاق حول هذه المادة وتأثيراتها المحتملة. يهدف الأمر إلى إعادة تصنيف الماريجوانا من المادة الخاضعة للرقابة في الجدول الأول إلى المادة الموجودة في الجدول الثالث، والتي تشمل المواد ذات الاستخدامات الطبية المقبولة. هذا التحول يأتي في ظل تزايد الدعوات لإجراء المزيد من البحوث حول الفوائد العلاجية المحتملة للقنب، ووسط جدل مستمر حول القوانين المتعلقة به.

يأتي هذا القرار بعد سنوات من النقاش المتزايد حول الماريجوانا، حيث قامت العديد من الولايات الأمريكية بالفعل بتقنين استخدامها لأغراض طبية أو ترفيهية. ومع ذلك، تظل الماريجوانا غير قانونية على المستوى الفيدرالي، مما يخلق تعقيدات للباحثين والأطباء والشركات العاملة في هذا المجال. يهدف الأمر التنفيذي إلى حل بعض هذه التعقيدات، على الرغم من أنه لا يشرع الماريجوانا على المستوى الوطني.

ما هي الماريجوانا؟

الماريجوانا، والمعروفة أيضًا باسم الحشيش أو القنب، هي نبات يحتوي على أكثر من 100 مركب كيميائي، تعرف باسم “كانابينويدات”. تُنتج الماريجوانا من الأوراق والبراعم المجففة لنبات القنب (Cannabis sativa). أكثر هذه المركبات شيوعًا هو رباعي هيدروكانابينول (THC)، وهو المسؤول عن التأثيرات النفسية التي تسبب الشعور بالنشوة، وكانابيديول (CBD)، الذي لا يسبب تأثيرًا نفسيًا ويعتقد أنه يمتلك خصائص علاجية.

حتى الآن، لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام نبات الماريجوانا نفسه كدواء، ولكنها وافقت على ثلاثة أدوية تحتوي على مركبات كيميائية موجودة فيه. تشمل هذه الأدوية درونابينول (Marinol) ونابيلون (Cesamet)، اللذان يُستخدمان لعلاج الغثيان والقيء الشديدين المرتبطين بالعلاج الكيميائي للسرطان، بالإضافة إلى تحفيز الشهية لدى المرضى.

الاستخدامات الطبية المحتملة

وافقّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضًا على Epidiolex، وهو شكل سائل منقى من كانابيديول (CBD) يُستخدم لعلاج بعض أنواع نوبات الصرع النادرة لدى الأطفال، مثل متلازمة لينوكس-جاستو ومتلازمة درافت. تشير الأبحاث إلى أن الماريجوانا قد تساعد في تخفيف أعراض حالات صحية أخرى، مثل الألم المزمن، والتشنجات العضلية المرتبطة بالتصلب المتعدد، ومشاكل النوم.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأدلة العلمية التي تدعم هذه الاستخدامات لا تزال محدودة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات واسعة النطاق لتحديد مدى فعالية وسلامة الماريجوانا في علاج هذه الحالات. لا يوجد حاليًا دليل قاطع على أن الماريجوانا يمكن أن تعالج السرطان.

أضرار ومخاطر الماريجوانا

على الرغم من الفوائد الطبية المحتملة، إلا أن استخدام الماريجوانا يمكن أن يرتبط ببعض الأضرار والمخاطر الصحية. تشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام المزمن للماريجوانا قد يزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء، وهي حالة تؤثر على العصب البصري. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الماريجوانا على الصحة العقلية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية موجودة مسبقًا.

يمكن أن يؤدي تعاطي الماريجوانا إلى الإدمان، ويُعرف هذا باسم اضطراب تعاطي الماريجوانا. تتضمن أعراض الانسحاب الأرق، والتعرق، وآلام البطن، والتقلبات المزاجية. بالنسبة للنساء الحوامل، يمكن أن يزيد تناول الماريجوانا من خطر الولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض. كما يمكن أن تسبب الماريجوانا آثارًا جانبية مثل الصداع، وجفاف الفم، والاحمرار والتشوش البصري، والدوخة، ومشاكل في الذاكرة والتركيز.

كما أن الاستهلاك المنتظم لكميات كبيرة من كانابيديول (CBD) يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الكبد. تؤثر المادة الفعالة في الماريجوانا على الجهاز العصبي المركزي، وقد تسبب تسارع ضربات القلب أو اضطراب نظم القلب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الماريجوانا إلى الشعور بالقلق والهلوسة، وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى الذُّهان.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، خاصة تلك المتعلقة بالقلب والرئة أو الصحة العقلية، توخي الحذر الشديد عند التفكير في استخدام الماريجوانا. ينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل البدء في أي علاج جديد، بما في ذلك العلاج بالقنب.

من المتوقع أن تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بمراجعة شاملة للسياسات المتعلقة بالماريجوانا في الأشهر القادمة، بناءً على هذا الأمر التنفيذي. سيكون من المهم مراقبة نتائج هذه المراجعة، والخطوات التالية التي ستتخذها الإدارة، وكيف ستؤثر هذه التطورات على توافر الماريجوانا واستخدامها للأغراض الطبية والبحثية. يبقى مستقبل الماريجوانا في الولايات المتحدة غير مؤكد، ولكنه بالتأكيد موضوع يستحق المتابعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version