أظهرت دراسة حديثة أن اختباراً يعتمد على قياس بروتين “سيستاتين سي” يمكن أن يساعد في تحديد المرضى الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة في الكلى بشكل أدق من الاختبار التقليدي القائم على قياس “الكرياتينين”. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في اجتماع الجمعية الأميركية لأمراض الكلى لعام 2025.

وشملت الدراسة أكثر من 800 ألف مريض، وتم قياس معدل الترشيح الكبيبي لديهم عن طريق “سيستاتين سي” والكرياتينين. ولاحظ الباحثون وجود تباين كبير بين نتائج الاختبارين لدى بعض المشاركين، مما يشير إلى أن الاختبار الجديد يمكن أن يكشف عن حالات لم تكن واضحة من قبل.

أهمية قياس “سيستاتين سي” في تقييم وظائف الكلى

تعتبر وظائف الكلى من العوامل الحيوية التي تؤثر على صحة الإنسان، ويمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك العمر والجنس وكتلة العضلات. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن قياس “الكرياتينين” ليس دائماً دقيقاً في تقييم وظائف الكلى، خاصة عند وجود اختلافات في كتلة العضلات.

ويعتبر “سيستاتين سي” بروتيناً أكثر دقة في تقييم معدل الترشيح الكبيبي، لأنه لا يتأثر بكتلة العضلات مثل “الكرياتينين”. وقد أوصت الإرشادات الجديدة بمراعاة قياس “سيستاتين سي” في تقدير معدل الترشيح الكبيبي.

نتائج الدراسة وتأثيرها على المرضى

أظهرت النتائج أن 11% من المرضى الذين يتلقون العلاج خارج المستشفيات لديهم تباين كبير بين نتائج الاختبارين، مما يشير إلى تدهور وظائف الكلى بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقاً. وخلال المتابعة على مدى 11 عاماً، ارتفعت لدى هؤلاء المرضى معدلات الوفاة والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والحاجة إلى الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.

وقالت قائدة فريق الدراسة، مورجان جرامز، إن النتائج تشير إلى أهمية قياس كل من “الكرياتينين” و”سيستاتين سي” للحصول على فهم حقيقي لمدى كفاءة عمل الكلى. وأضافت أن استخدام الاختبارين معاً قد يكشف عدداً أكبر من المرضى الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى.

الآثار المترتبة على الرعاية الصحية

تعتبر نتائج هذه الدراسة مهمة لأنظمة الرعاية الصحية، حيث يمكن أن تساعد في تحسين اتخاذ القرارات العلاجية. وقد أشار خبراء إلى أن أنظمة الرعاية الصحية التي طبقت بنجاح تحليل “سيستاتين سي” شهدت تحسناً في اتخاذ القرارات العلاجية.

ومع ذلك، أشاروا إلى أن ارتفاع تكلفة تحليل “سيستاتين سي” قد يحد من استخدامه بشكل كامل بدلاً من تحليل “الكرياتينين”. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن استخدام كلا الاختبارين معاً يمكن أن يوفر صورة أكثر دقة لوظائف الكلى.

وفي الختام، تشير النتائج إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أفضل السبل لاستخدام اختبار “سيستاتين سي” في تقييم وظائف الكلى. وستكون الخطوة التالية هي تقييم كيفية تطبيق هذه النتائج في الممارسة السريرية وتحسين رعاية المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version