أظهرت دراسة حديثة أن اعتماد نهج علاجي مخصص لتزويد مرضى القلب بجرعات مضبوطة من فيتامين D3 يمكن أن يقلل من احتمالية إصابتهم بأزمة قلبية ثانية بنسبة 50%. الدراسة أجريت في مركز إنترماونتن هيلث بمدينة سولت ليك الأميركية ونُشرت ضمن جلسات المؤتمر العلمي السنوي لجمعية القلب الأميركية.

وشملت الدراسة 630 مريضًا عانوا من أزمة قلبية خلال شهر قبل انضمامهم للدراسة، وتمت متابعتهم حتى مارس 2025. وقد اعتمدت الدراسة أسلوب “العلاج الموجه” حيث تم فحص مستويات فيتامين D3 في الدم بانتظام وتعديل الجرعات لتحقيق المستوى الأمثل.

نقص فيتامين D وعلاقته بأمراض القلب

أوضحت النتائج أن 85% من المرضى المشاركين كانت لديهم مستويات غير كافية من فيتامين D3 عند البداية. وقد قسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين: الأولى لم تتلق أي إدارة خاصة لمستويات فيتامين D، والثانية خضعت للعلاج المستهدف وفق المتابعة الدورية لمستويات الفيتامين في الدم.

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف المرضى في المجموعة الثانية احتاجوا إلى جرعة ابتدائية تبلغ 5000 وحدة دولية من فيتامين D3، وهي كمية تفوق التوصيات التقليدية. وأكد الباحثون أن إعطاء هذه الجرعات الأعلى تحت إشراف طبي لم يتسبب في أي آثار جانبية تذكر.

آثار العلاج الموجه بفيتامين D3

أكدت الدراسة أن المرضى الذين تم ضبط مستويات فيتامين D3 لديهم ضمن المعدل الأمثل كانوا أقل عرضة للإصابة بأزمة قلبية ثانية بنسبة 50% مقارنة بغيرهم. ومع ذلك، لم تظهر البيانات اختلافًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بأحداث قلبية كبرى أخرى مثل السكتة الدماغية أو الوفاة القلبية المفاجئة.

ورصد الباحثون حدوث 107 حالات من الأحداث القلبية الكبرى بين المشاركين، لكن التحليل الإحصائي أظهر أن التباين في معدل النوبات القلبية المتكررة كان لصالح المجموعة التي تلقت العلاج الموجه بفيتامين D3.

توصيات الدراسة وتطبيقاتها المستقبلية

دعت الدراسة إلى توسيع نطاق البحث ليشمل عينات أكبر من المرضى في دول مختلفة للتأكد من انطباق النتائج على فئات سكانية متنوعة. كما أوصت بمتابعة المرضى على مدى أطول لتقييم استمرارية الحماية التي يوفرها العلاج الموجه بفيتامين D3.

وتخطط الفرق البحثية لإجراء تجارب أوسع لتقييم تأثير هذا العلاج على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى مثل فشل القلب والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى تحليل البيانات الجينية للمشاركين لتحديد العوامل الوراثية المؤثرة في استجابة الجسم لفيتامين D3.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version