أعلنت وزارة الصحة في ولاية واشنطن الأمريكية، السبت، عن وفاة أحد سكان الولاية متأثراً بمضاعفات الإصابة بسلالة H5N5 من إنفلونزا الطيور. تُعد هذه أول حالة وفاة بشرية مؤكدة على مستوى العالم مرتبطة بهذا المتحور المحدد من الفيروس، مما يثير قلقاً صحياً عاماً ويتطلب مراقبة دقيقة. وقد توفي الرجل، البالغ من العمر، يوم الجمعة.
تأتي هذه الحالة في مقاطعة جرايز هاربور، فيما كانت وزارة الصحة تؤكد أن المتوفى كان يعاني من حالات مرضية مزمنة، ويقوم بتربية مجموعة متنوعة من الطيور المنزلية في منزله. أكدت الوزارة أن التحقيقات جارية لتحديد كيفية انتقال العدوى، مع التركيز على البيئة المحيطة بالطيور.
تفاصيل أول حالة وفاة بشرية بسبب سلالة H5N5 من إنفلونزا الطيور
بينت وزارة الصحة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مصدر العدوى المحتمل هو الدواجن المنزلية أو الطيور البرية التي تتواجد في محيط سكن المتوفى. ومع ذلك، لا يزال تحديد المصدر الدقيق يتطلب مزيداً من التحاليل والدراسة. يُعد هذا الاكتشاف مهماً لأنه يمثل أول دليل على أن هذا المتحور من الفيروس يمكن أن يسبب مرضاً خطيراً ووفاة في البشر.
أكدت الوزارة أيضاً أن خطر انتقال العدوى إلى عامة السكان لا يزال منخفضاً للغاية. وأضافت أنه لا يوجد دليل حتى الآن على انتقال الفيروس من شخص لآخر، مما يشير إلى أن العدوى الحالية محدودة بالتعرض المباشر للطيور المصابة. ومع ذلك، تحث الوزارة على اتخاذ احتياطات إضافية عند التعامل مع الطيور أو الأماكن التي قد تكون ملوثة.
الأعراض والمراقبة الصحية
تقوم فرق الصحة العامة بمراقبة دقيقة لأي شخص كان على اتصال وثيق بالمريض المتوفى، وذلك بحثاً عن ظهور أي أعراض محتملة. تشمل الأعراض التي يتم مراقبتها الحمى، والسعال، والتهاب الحلق، وضيق التنفس، والإسهال، والقيء. يتم توفير الرعاية الطبية المناسبة لأي شخص يظهر عليه هذه الأعراض.
بالإضافة إلى ذلك، يخضع الأشخاص الذين تعرضوا للطيور في الفناء الخلفي ومحيط سكن المتوفى للمراقبة الصحية أيضاً. يهدف هذا الإجراء إلى الكشف المبكر عن أي حالات إصابة محتملة واتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء أي تفش محتمل. وأشارت الوزارة إلى أهمية الإبلاغ الفوري عن أي أعراض غير عادية لدى أي شخص تعرض للطيور.
الخلفية عن إنفلونزا الطيور والمخاطر المحتملة
تعتبر إنفلونزا الطيور، أو ما يُعرف بأنواع مختلفة من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور، مشكلة صحية عالمية مستمرة. عادةً ما لا تنتقل هذه الفيروسات بسهولة إلى البشر، ولكن عندما يحدث ذلك، يمكن أن تسبب مرضاً شديداً وحتى الوفاة. وتشير التقارير إلى أن معظم حالات الإصابة البشرية بإنفلونزا الطيور تحدث نتيجة للتعرض المباشر للطيور المصابة، مثل الدواجن أو الطيور البرية.
يتم رصد سلالات فيروس الأنفلونزا المختلفة باستمرار من قبل المنظمات الصحية العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وذلك لتقييم المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات الوقاية والسيطرة. تتضمن هذه الاستراتيجيات تطوير اللقاحات، وتعزيز ممارسات النظافة، وتنفيذ تدابير لمكافحة انتشار الفيروس بين الطيور.
وقد أظهرت دراسة حديثة نتائج واعدة حول لقاح تجريبي مضاد لإنفلونزا الطيور طوره باحثون في جامعة “بافالو” الأمريكية، حيث نجح اللقاح في توفير حماية كاملة لفئران التجارب ضد سلالة خطيرة من الفيروس. هذا التقدم يمثل خطوة مهمة نحو تطوير لقاح فعال لحماية البشر من هذه الأمراض.
في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من البلدان تفشي حالات من إنفلونزا الطيور، مما أدى إلى ذبح ملايين الطيور للحد من انتشار الفيروس. وقد أثارت هذه التفشيات مخاوف بشأن الأمن الغذائي والاقتصادي، بالإضافة إلى المخاطر الصحية العامة.
تعتبر السلالة H5N5 من بين السلالات التي يتم مراقبتها عن كثب بسبب قدرتها المحتملة على التسبب في مرض شديد في الطيور. وقد أظهرت الدراسات أن هذا المتحور يتميز بمعدل وفيات مرتفع في الدواجن، مما يجعله تهديداً كبيراً لصناعة الدواجن.
تؤكد وزارة الصحة في واشنطن على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة الصحية عند التعامل مع الطيور، بما في ذلك غسل اليدين جيداً بعد ملامسة الطيور أو فضلاتها، وتجنب ملامسة الطيور المريضة أو الميتة، وطهي الدواجن جيداً قبل تناولها.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة في ولاية واشنطن في إجراء تحقيقات مكثفة لتحديد مدى انتشار سلالة H5N5 من إنفلونزا الطيور، وتقييم المخاطر المحتملة على الصحة العامة. كما ستواصل الوزارة توفير التحديثات والمعلومات للجمهور حول هذا الموضوع. من الضروري متابعة التطورات والالتزام بتوصيات الصحة العامة للحد من أي تفش محتمل.

