تسببت تقليد جديد في جدل عبر الإنترنت بين الآباء والأمهات مع اقتراب شهر ديسمبر. يتعلق الأمر بصناديق الهدايا التي يتم تقديمها للأطفال في الأول من ديسمبر، والتي تحتوي على ملابس وألعاب وتقويمات وصولاً إلى عيد الميلاد. يثير هذا التقليد نقاشًا حول الضغط المالي والنفسي الذي يفرضه على الأسر، وما إذا كان يمثل استهلاكًا مفرطًا أم مجرد طريقة ممتعة للاحتفال بالعطلات.

بدأ الجدل يتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بالتزامن مع الاستعدادات لعيد الميلاد وبدء ظهور شخصية “Elf on the Shelf” في المنازل. بينما يرى البعض في هذه الصناديق وسيلة لإضفاء البهجة على الأطفال، يعتبرها آخرون عبئًا إضافيًا في فترة مضغوطة بالفعل.

جدل “صندوق الأول من ديسمبر”: بين التقاليد والضغوط

تشارك نيكول شيروين، أم من ملبورن، رأيها في أن شهر ديسمبر يمثل ضغطًا ماليًا ونفسيًا كبيرًا على العديد من الأسر. وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من هذا الضغط من خلال عرض الهدايا الفاخرة والاحتفالات المبهرجة. وقامت شيروين بنشر مقطع فيديو على TikTok بعنوان “كيم، هناك أشخاص يموتون” في محاولة للتخفيف من هذا الضغط على الأمهات.

وأضافت شيروين أن كل أسرة يجب أن يكون لها الحق في الاحتفال بعيد الميلاد بالطريقة التي تناسبها، وأن عدم القدرة على تقديم “صندوق الأول من ديسمبر” لا يعني أن الأطفال سيفتقدون أي شيء. وترى أن الضغط يأتي من مقارنة الأسر ببعضها البعض عبر الإنترنت.

في المقابل، دافعت العديد من الأمهات عن هذا التقليد، معتبرين أنه وسيلة بسيطة لإسعاد أطفالهن. وأشارت إحداهن إلى أن هذا التقليد ليس جديدًا، ولكنه أصبح أكثر انتشارًا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.

آراء متباينة حول التقليد

أثارت مشاركة أم من أديلايد على TikTok تدعو إلى التوقف عن ترويج هذا التقليد جدلاً واسعًا. بينما أيدها البعض، انتقدها آخرون بشدة، مطالبين كل شخص بالالتزام بما يراه مناسبًا لعائلته. وتراوحت التعليقات بين الدعوة إلى احترام الخيارات الشخصية والاتهامات بالتشدد في الرأي.

يرى البعض أن هذه الصناديق تشجع على الاستهلاك المفرط، وأنها ليست ضرورية للاحتفال بعيد الميلاد. بينما يرى آخرون أنها مجرد طريقة ممتعة لإضفاء البهجة على الأطفال، وأنها لا تسبب أي ضرر.

شاركت شانون يونغ، أم من أوكلاند، رأيها في أن هذا التقليد هو مجرد تفضيل شخصي، وأن على الأمهات اللاتي لا يرغبن في المشاركة فيه ألا يفرضن رأيهن على الآخرين. وأكدت أن هذه الصناديق كانت موجودة لسنوات عديدة، ولكنها أصبحت أكثر شيوعًا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعتزم يونغ التحدث مع أطفالها في المستقبل عن سبب عدم حصول بعض الأطفال على هذه الصناديق، وشرح أن كل أسرة تحتفل بعيد الميلاد بطريقتها الخاصة. وترى أن الهدف هو تعليم الأطفال التسامح والاحترام.

تتضمن هذه الصناديق عادةً عناصر مثل البيجامات ذات الطابع الاحتفالي، وتقويمات العد التنازلي لعيد الميلاد، والألعاب الصغيرة، والكتب. وتختلف محتويات الصندوق من أسرة إلى أخرى، حسب الميزانية والتقاليد الشخصية.

تعتبر هذه الظاهرة جزءًا من اتجاه أوسع نحو زيادة التوقعات والضغوط المرتبطة بعيد الميلاد، خاصةً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. وتشير بعض التقارير إلى أن العديد من الأسر تشعر بالإرهاق بسبب محاولة تلبية هذه التوقعات.

في الختام، من المتوقع أن يستمر الجدل حول “صندوق الأول من ديسمبر” مع اقتراب العطلات. ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا التقليد سيستمر في الانتشار، أم أنه سيتلاشى تدريجيًا بسبب الضغوط التي يفرضها. من المهم مراقبة تطور هذا النقاش، وفهم تأثيره على الأسر والأطفال.

الكلمات المفتاحية الثانوية: عيد الميلاد، تقاليد العطلات، وسائل التواصل الاجتماعي، الاستهلاك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version