أعلنت أم عزباء عن الطريقة غير الاعتيادية التي اكتشفت بها فقدانها لوظيفتها كوكيلة عقارات. تفاجأت كريستين مكارلي، وهي وكيلة عقارات من شرق تكساس، برسالة نصية “في حالة سكر” تلقتها من رئيسها في العمل في الساعة 10:36 مساءً يوم السبت، حيث أبلغت بالإقالة. هذه الحادثة تسلط الضوء على التغيرات في ثقافة العمل وطرق التواصل الحديثة، خاصةً فيما يتعلق بإنهاء عقود العمل، أو ما يعرف بـ إنهاء الخدمة.

تضمنت الرسالة النصية القاطعة طلبًا بعدم الحضور إلى العمل يوم الاثنين، وتأكيدًا على إجراء “تغييرات” في المكتب، ثم الإعلان عن إنهاء الخدمة. لاحقًا، أضافت مكارلي في تعليقاتها أن رئيسها أرسل لها رسالة ثانية غريبة في الساعة 1:07 صباحًا، مرفقًا بها لقطة شاشة لصورة لها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تبتسم مع صديقتها.

تزايد حالات إنهاء الخدمة عبر الرسائل النصية: هل هي ظاهرة جديدة؟

أثار مقطع الفيديو، الذي حقق 1.4 مليون مشاهدة، تفاعلًا واسعًا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين شجعوا مكارلي على التوجه إلى قسم الموارد البشرية في الشركة، أو حتى الاستعانة بمحامٍ. يعكس هذا التفاعل قلقًا متزايدًا بشأن الاحترافية في مكان العمل وحقوق الموظفين.

وفقًا لخبيرة مكان العمل، روكسان كالدر، فإن إنهاء خدمة الموظف عبر رسالة نصية ليس فقط “غير شخصي”، بل هو مؤشر على تحول ثقافي أكبر. وأضافت أن التواصل عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية أصبح هو القاعدة الجديدة في عالم الأعمال.

تأثير التكنولوجيا على ثقافة العمل

ترى كالدر أن التكنولوجيا أصبحت بمثابة “درع” – فالناس لا يقصدون بالضرورة أن يكونوا غير محترفين أو قساة، ولكنها تسهل تجنب المواجهة المباشرة. وتشير إلى ما يطلق عليه علماء النفس “التواصل التجنبي”، حيث يخفف الخوف من المواجهة من المسؤولية المهنية والواجب الأخلاقي.

لقد أصبحنا أكثر اعتيادًا على المسافة منذ جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى زيادة اعتمادنا على الأدوات الرقمية في التواصل. وبالتالي، يميل المديرون إلى معاملة إنهاء الخدمة كمهمة أخرى يمكن إنجازها ببساطة عن طريق إرسال رسالة نصية، متجاهلين الجانب الإنساني وتأثير هذا القرار على حياة الموظف و سبل عيشه.

صرحت كالدر بأنها شهدت حالات مماثلة من قبل، حيث تم إنهاء الخدمة أو الاستقالة من قبل الموظفين عبر الرسائل النصية. وتؤكد على أن الخطوة الأولى التي يجب على أي موظف يتلقى مثل هذه الرسالة هي تقديمها إلى قسم الموارد البشرية في الشركة.

حقوق الموظفين و المسؤولية الاجتماعية للشركات

هذه الحادثة تثير تساؤلات حول ثقافة الشركة ومدى نضجها العاطفي. وترى كالدر أن الشركات بحاجة إلى إيلاء اهتمام أكبر بصورتها وسمعتها. فإذا أصبح هذا النوع من السلوك طبيعيًا، فسنواجه مشكلة كبيرة. و تعتبر هذه الممارسة من ضمن قضايا تطوير الموارد البشرية.

بشكل إضافي، تشير مثل هذه الحالات إلى الحاجة إلى مراجعة السياسات والإجراءات المتعلقة بإنهاء الخدمة، لضمان احترام حقوق الموظفين وتوفير بيئة عمل صحية وداعمة. ويشمل هذا احترام الإجراءات القانونية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للموظفين الذين تم إنهاء خدمتهم.

إن التقليل من أهمية التواصل الإنساني في مكان العمل له آثار سلبية على معنويات الموظفين وإنتاجيتهم وولائهم للشركة. كما أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل القانونية والسمعة السيئة للشركة. و تعتبر هذه القضية جزءًا من نقاش أوسع حول العدالة في مكان العمل.

من المتوقع أن تسعى مكارلي إلى استشارة قانونية لتقييم خياراتها القانونية، وقد تقدم شكوى رسمية إلى الجهات المختصة. كما أنه من المرجح أن تثير هذه القضية نقاشًا حول أفضل الممارسات في مجال إدارة الموارد البشرية، والمسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه موظفيها. ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الحادثة ستؤدي إلى تغييرات في السياسات والإجراءات المتعلقة بإنهاء الخدمة، أم ستظل مجرد حالة فردية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version