انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأم أمريكية قررت اتباع نهج اقتصادي في شراء هدايا عيد الميلاد لأطفالها الأربعة، ما أثار جدلاً واسعاً. اختارت الأم، التي تُدعى جاد، شراء الهدايا من متاجر التوفير (thrift stores) بدلاً من المتاجر التقليدية، في مبادرة أطلقت عليها اسم “كريسماس التوفير” (Thriftmas) لتجنب الديون وتوفير المال لعطلة عائلية مستقبلية. وقد حصد الفيديو أكثر من مليوني مشاهدة، مما سلط الضوء على التحديات المالية التي تواجهها العديد من الأسر خلال موسم الأعياد.

كريسماس التوفير: اتجاه متزايد أم حل مؤقت؟

تزايدت شعبية التسوق في متاجر التوفير كبديل ميسور التكلفة لشراء الهدايا، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. تعتبر هذه المتاجر مصدراً للهدايا الفريدة والمستعملة بأسعار معقولة، مما يسمح للأسر بالاحتفال بالعيد دون الحاجة إلى الإنفاق ببذخ. جاد، من ولاية بنسلفانيا، تمكنت من شراء مجموعة متنوعة من الهدايا، بما في ذلك صندوق مجوهرات، وحروف الأبجدية، وسترة يونيكورن، مقابل 100 دولار فقط.

توفير المال مقابل توقعات الأطفال

أثارت خطوة جاد نقاشاً حاداً بين المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي. يرى البعض أنها طريقة ذكية ومسؤولة لإدارة الميزانية، بينما انتقدها آخرون واتهموها بحرمان أطفالها من متعة تلقي هدايا جديدة. أشار أحد المعلقين إلى أن العطلة العائلية ستكون أكثر قيمة من الهدايا باهظة الثمن، بينما اقترح آخرون أن الأسر يجب أن تخطط لشراء الهدايا على مدار العام للاستفادة من عروض التصفية والخصومات.

بالإضافة إلى ذلك، أثار البعض تساؤلات حول قدرة الأسر على تحمل تكاليف تربية الأطفال إذا لم تكن قادرة على توفير هدايا لهم. ومع ذلك، دافعت جاد عن قرارها، مؤكدة أنها لا تهتم بالانتقادات وتركز على تحقيق أهدافها المالية.

الظروف الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الشراء

يعكس هذا الجدل الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها الأسر في جميع أنحاء العالم. فقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تعطيل سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار، مما جعل من الصعب على العديد من الأسر تحمل تكاليف الاحتفالات التقليدية. وفقاً لتقرير صادر عن وزارة التجارة الأمريكية، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 3.2% في شهر أكتوبر الماضي، مما يزيد من صعوبة إدارة الميزانية.

بالإضافة إلى ذلك، أدت الزيادة في أسعار الطاقة والغذاء إلى تفاقم الوضع المالي للعديد من الأسر. ونتيجة لذلك، يبحث المزيد والمزيد من الناس عن طرق لخفض النفقات وتوفير المال، مثل التسوق في متاجر التوفير، وشراء الهدايا المستعملة، وتقليل الإنفاق على الكماليات.

مستقبل التسوق الاقتصادي

من المرجح أن يستمر الاتجاه نحو التسوق الاقتصادي في التزايد في السنوات القادمة، خاصة مع استمرار التحديات الاقتصادية. قد تشهد متاجر التوفير والمتاجر المستعملة زيادة في الإقبال عليها، وقد تتبنى المزيد من الأسر استراتيجيات مماثلة لجاد لتوفير المال.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان “كريسماس التوفير” سيصبح اتجاهاً سائداً أم مجرد حل مؤقت للأسر التي تواجه صعوبات مالية. سيعتمد ذلك على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات الاقتصادية، وتغير سلوك المستهلك، وقدرة الأسر على التكيف مع الظروف الجديدة. من المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة المزيد من المناقشات حول هذا الموضوع، حيث تستعد الأسر للاحتفال بعيد الميلاد.

من الجدير بالملاحظة أن وزارة المالية قد تعلن عن إجراءات إضافية لدعم الأسر ذات الدخل المحدود خلال موسم الأعياد، ولكن التفاصيل لا تزال غير واضحة. يجب على المستهلكين مراقبة التطورات الاقتصادية واتخاذ قرارات شراء مستنيرة بناءً على ظروفهم المالية الخاصة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version