أكمل آشفين لاد، الناجي من السرطان البالغ من العمر 51 عامًا، رحلة استثنائية لزيارة جميع الاستادات والساحات الرياضية الرئيسية الـ 124 في أمريكا الشمالية، واختتمها بحضور مباراة هوكي جزيرة لونغ آيلاند. هذه المغامرة، التي أطلق عليها “نادي 124″، لم تكن مجرد تحقيق لإنجاز رياضي، بل كانت تتويجًا لرحلة شخصية بدأت بعد صراعه مع المرض، وتجسيدًا لقيم الاستمتاع بالحياة واغتنام الفرص.
بدأت قصة لاد بعد انتصاره على سرطان الخصية في عام 2000، حيث قرر تخصيص وقته واستكشاف العالم من خلال حضور المباريات الرياضية. اختار تاريخ 22 نوفمبر، ليس فقط لأنه يعجبه عدديا، بل لأنه صادف أيضًا فعالية “هوكي ضد السرطان” التي تنظمها جزيرة لونغ آيلاند، مما أضفى على هذه المحطة الأخيرة معنى أعمق.
“نادي 124”: رحلة عبر الاستادات والساحات الرياضية
انضم لاد إلى “نادي 124″، وهي مجموعة منظمة من المتحمسين الرياضيين الذين يهدفون إلى حضور مباريات في جميع الاستادات والساحات الرياضية الرئيسية في الولايات المتحدة وكندا. وتشمل هذه الاستادات ملاعب البيسبول والهوكي وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية. وفقًا لمتابعي النادي، يُعد لاد الشخص السابع والعشرين الذي ينجز هذا التحدي الاستثنائي.
بدأ لاد رحلته بزيارة أربعة مواقع رياضية فقط قبل تشخيص إصابته بالسرطان، ولكنه بعد التعافي، قرر أن يحول هذه الهواية إلى مهمة حياة. وقد ساعده في ذلك عمله في شراكات في جمعية الأطباء الأمريكية، مما أتاح له فرصة السفر وحضور المباريات في مختلف المدن.
كان لاد يتبع استراتيجية بسيطة وفعالة: حضور المباريات كلما سنحت له الفرصة، سواء كان ذلك أثناء السفر للعمل أو الترفيه. ومع ذلك، فقد تحولت هذه الاستراتيجية إلى خطة أكثر تنظيمًا بعد أن علم بوجود “نادي 124” في العقد الماضي، وبدأ في التخطيط لزياراته بعناية.
لحظات لا تُنسى في رحلته
خلال رحلته، استمتع لاد بالعديد من اللحظات الرياضية المميزة، بما في ذلك حضوره مباراة السوبر بول الرابعة والأربعين في نيو أورلينز عام 2013، ومشاهدة الضربة الأولى في مسيرة آرون جادج مع فريق نيويورك يانكيز في عام 2016. كما كان من بين المشجعين الذين شجعوا فريق شيكاغو كابز في مبارياتهم الثلاث التاريخية في بطولة العالم عام 2016، حيث يمتلك عضوية موسمية في الاستاد ويُعرف بمساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية.
بالإضافة إلى هذه الأحداث الكبيرة، كان لاد يستمتع بتجربة كل استاد أو ساحة رياضية بشكل فريد، سواء كان ذلك من خلال الجلوس في مقاعد الصفوف الأمامية أو في أعلى مدرجات الجمهور. وقد اكتسب شهرة واسعة بسبب شغفه بالرياضة وقدرته على تحويل الرحلات القصيرة إلى فرص للاستمتاع بمباريات جديدة. تشمل الاستادات التي زارها ملعب سوفي في لوس أنجلوس وUBS Arena في لونغ آيلاند و PNC Park في بيتسبيرغ.
لقد تميزت رحلة لاد بالمرونة، حيث تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي دون قيود زوجية أو أسرية كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد استفاد من مبلغ 100 ألف دولار كان قد ادخره، مما ساعده في تغطية تكاليف السفر والإقامة وحضور المباريات.
أشار لاد إلى أنه كان يركز بشكل خاص على “الجمع بين الزيارات”، أي حضور مباريات في رياضات مختلفة في نفس اليوم أو خلال فترة قصيرة. على سبيل المثال، حضر مباراة كرة قدم أمريكية في فيلادلفيا في الساعة الأولى ظهرًا، ثم سافر إلى بالتيمور لحضور مباراة كرة قدم أمريكية أخرى في المساء.
بالنظر إلى المستقبل، يرى لاد أن هذه التجربة قد غيرت حياته إلى الأفضل. لقد تعلم أن يقدر اللحظة الحاضرة وأن يستمتع بكل فرصة تأتي في طريقه. ويأمل أن يلهم الآخرين لمتابعة أحلامهم وتحقيق أهدافهم، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجههم.
من المتوقع أن يستمر لاد في مشاركة تجاربه وقصصه مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الرياضية. كما أنه يفكر في كتابة كتاب أو مدونة حول رحلته في “نادي 124″، ليوثق هذا الإنجاز الفريد ويشجع الآخرين على الانضمام إلى هذه المغامرة المثيرة. يبقى أن نرى ما إذا كان سيستمر في إضافة المزيد من الاستادات والساحات الرياضية إلى قائمته، أو ما إذا كان سيبدأ في استكشاف وجهات جديدة في عالم الرياضة والترفيه.

