تعتبر اتخاذ القرارات جزءًا أساسيًا من الحياة، ولكن بعضها يحمل مخاطر أكبر من غيرها. كشف بحث علمي حديث عن أن أكثر القرارات التي يعتبرها الناس محفوفة بالمخاطر تتعلق بشكل أساسي بالعمل والمسيرة المهنية، وليس العلاقات الشخصية أو الخيارات اليومية. يهدف هذا التحليل إلى استكشاف هذه القرارات المحفوفة بالمخاطر وتأثيرها على الأفراد.

أهم القرارات المحفوفة بالمخاطر وفقًا للدراسة

أظهرت دراسة واسعة النطاق، نشرت مؤخرًا في مجلة Psychological Science، أن القرارات المتعلقة بالعمل تمثل الجزء الأكبر من المخاطر التي يواجهها الناس. وقد شارك في الدراسة أكثر من 4000 شخص، حيث طُلب منهم سرد القرارات الصعبة التي اتخذوها مؤخرًا. تم تحليل هذه الإجابات لتحديد الأنماط الشائعة.

العمل والمسيرة المهنية في الصدارة

تصدر قرار قبول وظيفة جديدة قائمة القرارات المحفوفة بالمخاطر، يليه الاستقالة من الوظيفة الحالية. يعكس هذا الترتيب القلق المتزايد بشأن الاستقرار الوظيفي والبحث عن فرص أفضل. كما جاء قرار بدء عمل تجاري خاص في المرتبة الخامسة، مما يدل على المخاطرة الكبيرة التي ينطوي عليها ريادة الأعمال.

الاستثمار والقيادة اليومية

بينما قد تبدو بسيطة، فإن قرار القيادة يعتبر أيضًا من بين القرارات الأكثر خطورة، خاصة في ظل ظروف مثل الإرهاق أو التشتت أو سوء الأحوال الجوية أو القيادة تحت تأثير الكحول. وفقًا للدراسة، فإن هذا يعكس الوعي المتزايد بمخاطر حوادث المرور. بالإضافة إلى ذلك، احتل الاستثمار في الأسهم والعملات المشفرة المرتبة الثالثة، مما يشير إلى المخاطر المرتبطة بالأسواق المالية.

القرارات المتعلقة بالصحة والمجتمع

شملت قائمة أهم عشرة قرارات محفوفة بالمخاطر أيضًا خيارات تتعلق بالصحة والمجتمع. فقد جاء قرار إجراء عملية جراحية في المرتبة السابعة، بينما احتل قرار الحصول على التطعيم المرتبة التاسعة. في المقابل، احتل قرار الزواج أو الانتقال إلى بلد جديد المرتبتين الثامنة والعاشرة على التوالي.

نتائج مفاجئة وتأثير العمر

أظهرت الدراسة نتائج مفاجئة، حيث أن القرارات الأكثر شيوعًا لم تكن مرتبطة بالصحة أو العلاقات الاجتماعية، بل بالعمل والمسيرة المهنية. وفقًا لـ ريناتو فري، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة زيورخ، فإن هذا يشير إلى أن الناس يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على المخاطر المهنية.

علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن العمر يلعب دورًا في تحديد مستوى المخاطرة. فقد اعتبر كبار السن قبول وظيفة جديدة أمرًا محفوفًا بالمخاطر، بينما رأى الشباب الاستقالة من الوظيفة الحالية على أنها أكثر خطورة. هذا يدل على أن تصور المخاطر يتغير مع تقدم العمر والخبرة.

الآثار المترتبة والخطوات المستقبلية

تعتبر نتائج هذه الدراسة مهمة لأنها يمكن أن تساعد في توفير دعم أفضل للأفراد لاتخاذ القرارات. من خلال فهم الأنماط المختلفة للمخاطر التي يتعرض لها الأفراد، يمكن تصميم برامج وموارد مخصصة لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة.

من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من البحوث لتحديد العوامل التي تؤثر على تصور المخاطر وكيفية التعامل معها بشكل فعال. كما سيتم استكشاف إمكانية استخدام هذه النتائج لتطوير أدوات وتقنيات جديدة لمساعدة الأفراد على تقييم المخاطر واتخاذ القرارات المناسبة. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه العلاقة بشكل كامل وتحديد أفضل الطرق لتقديم الدعم للأفراد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version