أثارت فعالية “أولمبياد التدبير المنزلي” جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقاطع فيديو لها على منصة تيك توك. وتجري هذه الفعالية سنوياً في لاس فيغاس، حيث يتنافس فرق من فنادق مختلفة في مهام تنظيف مختلفة.

أقيمت فعالية هذا العام في 10 نوفمبر/تشرين الثاني بمسرح ميكيلوب أرينا الذي يتسع لحوالي 12 ألف متفرج، بمشاركة تسعة فرق من فنادق كبيرة. وتضمنت الفعالية عدة تحديات مثل ترتيب الأسِرّة بسرعة ودقة، وتنظيف الأرضيات، والتغلب على عقبات أثناء استخدام آلات تنظيف آلية.

تفاصيل “أولمبياد التدبير المنزلي”

تُنظم “أولمبياد التدبير المنزلي” جمعية Indoor Environmental Healthcare and Hospitality Association (IEHA). وتعتبر هذه الفعالية فرصة للاحتفاء بالعاملين في قطاع الضيافة والتدبير المنزلي، حيث يتم تكريمهم على تفانيهم في أداء مهامهم اليومية. وتشمل المسابقات عدة فعاليات مثل ترتيب الأسِرّة في أسرع وقت ممكن، وتنظيف الأرضيات باستخدام المكانس الكهربائية، وتنظيم مسابقة لرمي وسادات التلميع.

يتم تقييم الفرق بناءً على سرعتهم ودقتهم في أداء المهام، ويتم منح الميداليات وتسجيل الأرقام القياسية العالمية. وقد تصدر فريق ARIA/Vdara المرتبة الأولى في المسابقة هذا العام. وتركز الفعالية على تقدير العاملين في هذا القطاع الحيوي، حيث أشاد المنظمون بتفانيهم في خدمة الضيوف بشكل يومي.

ردود الفعل على الفعالية

أثارت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل متباينة. بعض الأشخاص وجدوا الفعالية مرضية لمشاهدتها، بينما عبّر آخرون عن شعورهم بالانزعاج أو الريبة تجاه تحويل مهام التدبير المنزلي إلى مسابقات تنافسية. وأعرب البعض عن قلقهم من أن هذه الفعاليات قد تعزز ثقافة التنافس في وظائف ذات أجور منخفضة دون تحسين الأجور.

يبلغ متوسط الأجر للعاملين في مجال التدبير المنزلي في فنادق لاس فيغاس حوالي 16 دولاراً في الساعة، ولا تقدم “أولمبياد التدبير المنزلي” أي جوائز مالية، بل تمنح المشاركين تكريماً صناعياً ودرعاً تقديرياً. وقد أشار معلقون إلى أن هذه الفعاليات قد تسهم في رفع معايير الأداء للعاملين في هذا القطاع.

التأثيرات الاجتماعية للفعالية

أثارت الفعالية أيضاً نقاشات حول توزيع الأعباء المنزلية بين الجنسين. وتشير الإحصائيات إلى أن النساء يتحملن عبئاً أكبر في الأعمال المنزلية مقارنة بالرجال. ووفقاً لمكتب الإحصاء الأسترالي، فإن 70% من النساء يقمن بأعمال منزلية بانتظام، مقابل 42% من الرجال.

وعلى الرغم من ذلك، أكد بعض المعلقين أن الفعالية تعكس فخر العاملين في هذا القطاع بمهنتهم، بغض النظر عن الجنس. وأشاروا إلى أهمية تقدير هذه المهن التي غالباً ما تُعتبر غير مرئية.

في الختام، يتوقع أن تستمر “أولمبياد التدبير المنزلي” في جذب الانتباه في السنوات القادمة، حيث توفر فرصة فريدة لتسليط الضوء على العاملين في قطاع التدبير المنزلي والضيافة. ومع استمرار الجدل حول جدوى هذه الفعاليات وتأثيرها، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور ردود الفعل تجاهها مستقبلاً. وستظل المتابعة ضرورية لفهم تأثيراتها على القطاع المعني والمجتمع بشكل أوسع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version