في خضم الاستعدادات لعيد الشكر، برز منتج فاخر وغير ضروري بشكل ملحوظ – حامل عظم الديك الرومي الفضي. هذا المنتج، الذي تصنعه شركة مجوهرات أوروبية عريقة، أثار نقاشًا حول الرفاهية والاستهلاك في العصر الحديث، ولا سيما مع ازدياد شعبيته عبر الإنترنت.

حامل عظم الديك الرومي الفضي: ظاهرة ثقافية أم مجرد تباهي؟

بدأ كل شيء مع شركة Houses & Parties، وهي منصة معروفة بعرضها لمستلزمات الضيافة الفاخرة والموجهة للنخبة. وقد لفت انتباههم هذا المنتج الغريب، الذي يعود أصله إلى أواخر القرن الثامن عشر، حيث كان يعتبر استخدام اليدين للأكل أمرًا غير لائق بشكل متزايد، وفقًا لخبيرة الفضة كارولينا ستيفانسكي من Robbe & Berking. الشركة قامت بالإعلان عن المنتج بسعر يتراوح بين 372 دولارًا للنسخة المطلية بالفضة و 569 دولارًا للنسخة المصنوعة من الفضة الإسترليني.

أصل الحامل الفضي ونشأته التاريخية

تقول ستيفانسكي أن هذا النوع من أدوات المائدة ظهر في فترة شهدت تطورات كبيرة في آداب المائدة، حيث كان من الضروري الحفاظ على النظافة والأناقة أثناء تناول الطعام. في ذلك الوقت، كان استخدام أدوات مثل هذه يعكس مكانة اجتماعية مرموقة.

ولكن، في العصر الحالي، هل يحمل هذا المنتج نفس الدلالات؟ يبدو أن الأمر يتعلق أكثر بـ “الترفيه الطموح” كما يصفه البعض. سرعان ما نفدت الكمية المعروضة من هذا الحامل، مما يشير إلى وجود طلب غير متوقع على هذا المنتج الفاخر. يقول البعض أن الأمر يتعلق بالرغبة في التقليد والتباهي.

الخبير في آداب السلوك، ميكا ماير، ترى أن استخدام هذا المنتج يجب أن يكون حذرًا ومقتصرًا على المناسبات الخاصة. “إنه ليس من الأدوات اليومية، بل قطعة مميزة تضفي لمسة من الأناقة على المائدة في الأوقات الاحتفالية”، كما أوضحت ماير. تؤكد ماير أن الأناقة الحقيقية تكمن في حسن الضيافة والترحيب بالضيوف، وليس في استخدام أدوات باهظة الثمن.

إلا أن استخدام الحامل الفضي قد لا يكون بالسهولة التي يتصورها البعض. أحد المستخدمين، بعد الحصول على آخر قطعة متوفرة، اكتشف أن الديك الرومي الحديث كبير جدًا بحيث لا يتناسب مع هذا التصميم القديم. اضطرت إلى “تعديل” عظم الديك الرومي قليلًا ليناسب الحامل، وهو ما أدى إلى بعض الفوضى والدهون المتناثرة.

العديد من الطهاة يرون أن هذا المنتج هو مجرد “ترف زائد” وغير ضروري. أدريان تشيثام، الطاهية السابقة في مطعم Le Bernardin الشهير، وصفته بأنه “باهظ الثمن للغاية” و”غير ضروري على الإطلاق”. واقترحت بديلاً بسيطًا واقتصاديًا – استخدام رقائق الألمنيوم أو أوراق خاصة لتغطية اليدين أثناء تناول الديك الرومي.

الطلب على أدوات المائدة الفاخرة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي

شكلت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصات مثل انستغرام و تيك توك، دورًا كبيرًا في زيادة الوعي بهذا المنتج الفاخر، وبالتالي زيادة الطلب عليه. فقد ساهمت الصور ومقاطع الفيديو التي تعرض الحامل الفضي في إضفاء هالة من الرقي والتميز عليه. هذا الترويج غير المباشر عزز فكرة أن هذا المنتج هو “إضافة فاخرة” لا غنى عنها لمائدة عيد الشكر. وهذا يسلط الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل اتجاهات المستهلكين. ويدخل في إطار أوسع، وهو زيادة الاهتمام بـأدوات المائدة الفاخرة.

حاليًا، لا يزال الحامل الفضي متاحًا للشراء مباشرة من Robbe & Berking، ولكن من غير المرجح أن يصلك في الوقت المناسب لعيد الشكر. على الرغم من ذلك، تؤكد الخبيرة ميكا ماير أن هذا لا يمثل مشكلة كبيرة، فالأهم هو التفكير في التفاصيل الصغيرة التي تجعل عيد الشكر مميزًا، مثل الديكور، والموسيقى، والأهم من ذلك، التعبير عن الامتنان.

مع اقتراب عيد الشكر، من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذا المنتج الفاخر. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر، وهل ستظهر منتجات أخرى مشابهة تهدف إلى إشباع رغبة المستهلكين في الترف والباهظة. من المؤكد أن مستقبل الاستهلاك و الأسواق سيظل موضوعاً مهماً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version