انتشرت على نطاق واسع قصة رجل طلب وجبة “ستيك تارتار” عبر الإنترنت، ولم يكن على علم بأنها تقدم نيئة، ثم حاول طهيها مما أدى إلى نتيجة أسوأ. وقد أثارت هذه الحادثة نقاشًا واسعًا حول الوعي بالأنواع المختلفة من الأطباق، خاصةً تلك التي قد تكون غير مألوفة لبعض الثقافات. وتعد وجبة ستيك تارتار من الأطباق الفرنسية التقليدية التي تتكون من لحم بقري نيء مفروم.
ما هي قصة “ستيك تارتار” التي أثارت الجدل؟
بدأت القصة عندما نشر شاب يدعى دنيسلاف غافريلوف على منصة X (تويتر سابقًا) صورة لوجبته التي وصلت إليه، معربًا عن دهشته من أنها عبارة عن لحم نيء مع بيضة. واعتقد في البداية أن الصورة كانت من إنشاء الذكاء الاصطناعي، وأنه من المفترض أن يتم طهي المكونات عند الطلب.
بعد أن تذوق غافريلوف الوجبة، وجدها غير مستساغة، فقرر طهيها على أمل أن تتحسن النكهة. لكنه اكتشف أن النتيجة كانت أسوأ بكثير، حيث وصفها بأنها “برجر سيئ”.
ردود فعل المستخدمين على الإنترنت
أثارت منشورات غافريلوف موجة من التعليقات الساخرة والانتقادات من قبل مستخدمي الإنترنت. عبّر الكثيرون عن صدمتهم لعدم معرفته بوجبة “ستيك تارتار”، واعتبروه مثالًا على “الجهل الثقافي”. كما سخر البعض من افتراضه بأن الصورة كانت من إنشاء الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، دافع غافريلوف عن نفسه، معتبرًا أن من غير المنطقي أن يُتوقع من شخص معرفة كل أنواع الأطباق. وأشار إلى أنه من منطقة البلقان، وأن تناول اللحوم النيئة مع صفار البيض ليس أمرًا شائعًا في ثقافته. واستخدم عبارات قوية لوصف منتقديه، واصفًا إياهم بـ “النخبة الفاسدة”.
ما هو “ستيك تارتار”؟
وجبة ستيك تارتار هي طبق فرنسي تقليدي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر. تتكون من لحم بقري نيء عالي الجودة مفروم ناعمًا، ويتبل بمجموعة متنوعة من التوابل والأعشاب، مثل البصل المفروم، والخردل، والكبّر، والبهارات. عادةً ما يتم تقديمها مع صفار بيض نيء، والذي يضاف إلى اللحم قبل تناوله.
يعتبر هذا الطبق من الأطباق الفاخرة التي تقدم في المطاعم الراقية، ويتطلب تحضيره استخدام لحم بقري طازج وعالي الجودة لضمان سلامة الغذاء. ويحظى بشعبية كبيرة في فرنسا وبلجيكا وسويسرا، وينتشر تدريجيًا في مناطق أخرى من العالم.
تعتبر سلامة الغذاء من أهم الاعتبارات عند تحضير ستيك تارتار. يجب التأكد من أن اللحم المستخدم طازج وخالٍ من أي تلوث. كما يجب أن يكون الشخص الذي يتناول الطبق على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بتناول اللحوم النيئة.
أهمية الوعي الثقافي في اختيار الطعام
تسلط هذه القصة الضوء على أهمية الوعي الثقافي في اختيار الطعام. فقد يختلف مفهوم “الطعام الشهي” من ثقافة إلى أخرى. لذلك، من المهم أن يكون الشخص على دراية بالأنواع المختلفة من الأطباق، وأن يفهم مكوناتها وطريقة تحضيرها قبل طلبها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد البحث عن معلومات حول الأطباق الجديدة في تجنب المفاجآت غير السارة. ففي حالة غافريلوف، كان بإمكانه ببساطة البحث عن “ستيك تارتار” على الإنترنت قبل طلبه، ليتعرف على طبيعة الطبق ويتجنب سوء الفهم.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القصة على وسائل التواصل الاجتماعي لبعض الوقت. كما قد تشجع هذه الحادثة المطاعم على تقديم وصف أكثر تفصيلاً للأطباق في قوائم الطعام، لتجنب سوء الفهم لدى الزبائن.
في المستقبل القريب، من المرجح أن نشهد المزيد من الحالات المماثلة، حيث يكتشف الأشخاص أطباقًا جديدة وغير مألوفة. لذلك، من المهم أن نكون منفتحين على تجربة أشياء جديدة، وأن نتعلم عن الثقافات المختلفة من خلال الطعام.

