أثار إعلان لدار الأزياء الإيطالية فالنتينو جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد استخدامه للذكاء الاصطناعي في الترويج لحقيبة DeVain الجديدة. الإعلان، الذي يهدف إلى تقديم صورة مبتكرة، تعرض لانتقادات حادة من قبل خبراء الموضة والمتابعين، الذين وصفوه بأنه “رخيص” و”مبتذل”، مما يثير تساؤلات حول مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الفاخر.
الإعلان، الذي تم تطويره بالتعاون مع فنانين مختلفين، يظهر في أحد مقاطع الفيديو نماذج تخرج من الحقيبة بطريقة “سريالية”، بينما يتحول شعار فالنتينو الشهير إلى أذرع بشرية. وقد أثار هذا النهج ردود فعل سلبية واسعة النطاق، حيث اعتبره الكثيرون غير متناسب مع صورة العلامة التجارية الفاخرة.
الجدل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الموضة الفاخر
تأتي هذه الانتقادات في وقت يشهد فيه الذكاء الاصطناعي انتشاراً متزايداً في مختلف المجالات، بما في ذلك التسويق والإعلان. ومع ذلك، يبدو أن الجمهور لا يزال يفضل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة البشر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلامات التجارية الفاخرة. وفقًا للدكتورة ريبيكا سويفت، نائبة الرئيس الأول للإبداع في Getty Images، فإن الناس يرون المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على أنه “أقل قيمة” من المحتوى البشري.
ردود فعل المستخدمين وانتقادات الخبراء
عبر العديد من المستخدمين عن استيائهم من الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفوه بأنه “رخيص” و”غير متوافق مع هوية العلامة التجارية”. واعتبر آخرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي يقلل من قيمة الحرفية والمهارة اليدوية التي تميز العلامات التجارية الفاخرة. كما أشار بعض الخبراء إلى أن الإعلانات هي فرصة لإبراز المواهب الإبداعية، وأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة يعتبر “كسلاً” في أفضل الأحوال.
بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن المشكلة لا تكمن في استخدام الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في “تصور ما يحل محله”. وفقًا لـ آن-ليز بريم، رئيسة قسم الرؤى الثقافية والاتجاهات في وكالة Loop الرقمية الإبداعية، فإن الجمهور يخشى أن تكون العلامات التجارية تختار الكفاءة على الفن عندما تستخدم الذكاء الاصطناعي في هويتها البصرية. حتى الشفافية الكاملة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي لم تكن كافية لإقناعهم.
تأثير الإدراك الثقافي على قبول الذكاء الاصطناعي
تشير بريم إلى أن فالنتينو كان لديه “الحدس الصحيح” في أن يكون صريحًا بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن الاستجابة له كشفت عن “توتر ثقافي أعمق”. فبدون فكرة عاطفية قوية تدعمها، يمكن أن يجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي الفخامة تبدو أقل إنسانية في لحظة يريد فيها الناس وجودًا إنسانيًا أكثر من أي وقت مضى. هذا يعكس تحولاً في توقعات المستهلكين، الذين يبحثون عن الأصالة والاتصال العاطفي مع العلامات التجارية.
هذه الحادثة تثير تساؤلات حول كيفية توازن العلامات التجارية الفاخرة بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على قيمها الأساسية. كما تسلط الضوء على أهمية فهم الإدراك الثقافي للجمهور تجاه الذكاء الاصطناعي وتأثيره على تصورهم للعلامة التجارية.
في المقابل، هناك علامات تجارية أخرى تستخدم الذكاء الاصطناعي بطرق أكثر نجاحًا، من خلال دمجه في عمليات التصميم أو تخصيص تجربة التسوق للعملاء. ومع ذلك، يبدو أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الإعلاني يتطلب حذرًا أكبر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلامات التجارية التي تعتمد على صورة الفخامة والحرفية.
من المتوقع أن تواصل فالنتينو تقييم ردود الفعل على إعلانها، وقد تقوم بتعديل استراتيجيتها التسويقية في المستقبل. في الوقت الحالي، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحادثة ستؤثر على اتجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأزياء الفاخرة، ولكنها بالتأكيد تثير نقاشًا مهمًا حول دور التكنولوجيا في تشكيل صورة العلامة التجارية وتصور المستهلكين لها. سيراقب المراقبون عن كثب ردود أفعال العلامات التجارية الأخرى وكيفية تعاملها مع هذه القضية في الأشهر المقبلة.

