حقق لوحة غوستاف كليمت النادرة، “صورة إليزابيث ليدرر”، سعرًا قياسيًا عالميًا في مزاد لدار سوثبي يوم الخميس الماضي، لتصبح أغلى قطعة فنية حديثة تُباع في مزاد على الإطلاق. بلغ سعر اللوحة 236.4 مليون دولار، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي حققته لوحة “Shot Sage Blue Marilyn” للرسام آندي وارهول عام 2022. هذا الإنجاز يسلط الضوء على القيمة المتزايدة لأعمال كليمت في سوق الفن العالمي.
أقيم المزاد في نيويورك، وتم بيع اللوحة لمشتري مجهول الهوية عبر الهاتف بمساعدة جوليان داويس، نائب رئيس سوثبي ورئيس قسم الفن الانطباعي والحديث. تُظهر اللوحة إليزابيث ليدرر، ابنة الفنان، وقد أُنجزت في عام 1916، وتم إنقاذها من حريق في قلعة نمساوية خلال الحرب العالمية الثانية.
أهمية لوحة كليمت القياسية وأثرها على سوق الفن
يعتبر غوستاف كليمت من أبرز فناني الحقبة الحديثة، واشتهر بأعماله المذهبة مثل “القُبلة” و “صورة أديل بلوخ باوور” و “يهوديت ورأس هولوفرانس”. تتميز أعماله بأسلوب فريد يجمع بين الزخرفة والرمزية، وتُعتبر من أهم إسهامات فن الآرت نوفو. إن تجاوز سعر لوحة “صورة إليزابيث ليدرر” حاجز 236 مليون دولار يُعكس الاهتمام المتزايد بأعمال كليمت النادرة، خاصةً تلك التي تم إنقاذها من ظروف تاريخية صعبة.
تجاوز الأرقام القياسية السابقة
قبل بيع لوحة كليمت، كانت لوحة “Shot Sage Blue Marilyn” لآندي وارهول تحمل الرقم القياسي لأغلى لوحة فنية حديثة تُباع في مزاد، حيث بيعت بمبلغ 195 مليون دولار في عام 2022. وفقًا لتصريحات تشارلز ستيوارت، الرئيس التنفيذي لشركة سوثبي لشبكة CNBC، فإن مبيعات الأمس كانت “ناجحة للغاية” وترسل “إشارة قوية لسوق الفن”.
بالإضافة إلى لوحة كليمت، شهد المزاد مبيعات قوية لأعمال فنية أخرى. حقق تمثال لألكسندر كالدر ما يقرب من ثلاثة أضعاف تقديره، حيث بيع بمبلغ 889 ألف دولار بعد منافسة بين تسعة مشترين. كما بيعت مرحاض ذهبي، من تصميم ماوريتسيو كاتيلان، بمبلغ 12.1 مليون دولار.
الطلب المتزايد على الفن الحديث
يعكس ارتفاع أسعار الأعمال الفنية في المزادات الأخيرة، بما في ذلك لوحة كليمت، اتجاهًا عالميًا نحو زيادة الطلب على الفن الحديث والمعاصر. يُعزى هذا النمو إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة الثروة لدى الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، وتزايد الاهتمام بالفن كاستثمار بديل، وانتشار المعلومات حول الفن عبر الإنترنت ووسائل الإعلام.
وفقًا لتقارير سوق الفن، شهدت المبيعات العالمية للفن زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية. وتشير التقديرات إلى أن سوق الفنون التشكيلية سيستمر في النمو في السنوات القادمة، مدفوعًا بالطلب المتزايد من الأسواق الناشئة والمتحمسين الجدد للفن.
يعتبر اختيار المشتري المجهول للوحة “صورة إليزابيث ليدرر” يعكس أيضًا الدور المتزايد للمشترين من الشرق الأوسط وآسيا في سوق الفن العالمي. وقد أصبح هؤلاء المشترون قوة مؤثرة في المزادات، حيث يتنافسون على الأعمال الفنية النادرة والمهمة.
مستقبل سوق الفن
من المتوقع أن يشهد سوق الفن المزيد من المبيعات القياسية في المستقبل القريب، مع استمرار ارتفاع الطلب على الأعمال الفنية عالية الجودة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والتحديات التي تواجه هذا السوق، مثل التقلبات الاقتصادية والتغيرات في الأذواق الفنية واللوائح الحكومية.
ينتظر خبراء الاستثمار في الفن لمعرفة ما إذا كان هذا الاتجاه الصعودي سيستمر، وما هي الأعمال الفنية التي ستحقق أسعارًا قياسية جديدة في المزادات القادمة، خاصةً مع اقتراب المزادات الرئيسية في لندن وهونج كونج. كما يراقبون تأثير التطورات التكنولوجية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، على سوق الفن.

