في مدينة نيويورك، ألهمت معلمة الرقص العجوز بيتي ماركوفيتز، البالغة من العمر 96 عامًا، كبار السن على استعادة شغفهم بالحياة من خلال دروس الرقص. ماركوفيتز، التي تعتبر أقدم معلمة رقص معروفة في المدينة، أحييت مؤخرًا عرضًا لفريقها من الراقصين في مركز فورت هاميلتون للمتقاعدين في بروكلين، بعد توقف بسبب جائحة كوفيد-19. هذا الحدث سلط الضوء على أهمية النشاط البدني والاجتماعي لكبار السن.

الرقص كعلاج لكبار السن: قصة بيتي ماركوفيتز

بدأت ماركوفيتز في تدريس دروس الرقص للمبتدئين في مركز فورت هاميلتون قبل 20 عامًا، بهدف تشجيع المتقاعدين على تعلم مهارات جديدة والحفاظ على نشاطهم البدني. تضم فرقتها، “The Rhythm and Style Tappers”، حاليًا 15 راقصًا تتجاوز أعمارهم 60 عامًا. تُقام الدروس كل صباح اثنين، ويجد بعض الطلاب صعوبة في مواكبة طاقتها، على الرغم من أنها تكبرهم بأكثر من ثلاثة عقود.

تحديات الجائحة وعودة الحياة

مع انتشار جائحة كوفيد-19 في مارس 2020، أُجبر مركز فورت هاميلتون على الإغلاق، مما أدى إلى عزل ماركوفيتز وتفكك الفرقة. وصفته ماركوفيتز بأنها فترة “مروعة وحزينة ووحدة”، لكنها رفضت الاستسلام. قررت ماركوفيتز استئناف دروس الرقص بمجرد أن سمحت الظروف بذلك، حيث وجدت ستة من طلابها السابقين مستعدين للعودة مع الالتزام بإجراءات السلامة.

لاحقًا، أعيد افتتاح مركز فورت هاميلتون، وعملت ماركوفيتز على تجنيد متقاعدين جدد للانضمام إلى صفوفها. وقالت ماركوفيتز إنها بدأت الرقص منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، وانتقلت إلى نيويورك عام 1947 بعد أن تزوجت من جندي أمريكي. بعد تقاعدها، قررت أن تشارك شغفها بالرقص مع الآخرين، واكتشفت موهبتها في التدريس.

فوائد الرقص لكبار السن

تؤكد ماركوفيتز على أن الرقص ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو وسيلة للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية. تشير الدراسات إلى أن الرقص المنتظم يمكن أن يحسن التوازن والتنسيق والذاكرة لدى كبار السن، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الرقص فرصة للتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة.

أعربت ماركوفيتز عن سعادتها بالعودة إلى المسرح، مؤكدة أن الرقص يمنحها الحياة. وأضافت أنها تخطط لمواصلة التدريس حتى بعد بلوغها 97 عامًا في مارس القادم. تعتبر ماركوفيتز مثالًا ملهمًا لكبار السن، وتثبت أن العمر ليس عائقًا أمام تحقيق الأحلام وممارسة الهوايات.

تستمر ماركوفيتز في إلهام مجتمعها من خلال دروس الرقص، وتؤكد على أهمية النشاط والحيوية في مرحلة الشيخوخة. من المتوقع أن تستمر دروسها في الازدهار، وأن تظل مركز فورت هاميلتون مكانًا حيويًا لكبار السن للاجتماع والمشاركة في الأنشطة الممتعة والمفيدة. يبقى أن نرى كيف ستتطور الفرقة في المستقبل، وما إذا كانت ستتمكن من استعادة قوتها الكاملة بعد الجائحة، ولكن من الواضح أن ماركوفيتز ستواصل الرقص وإلهام الآخرين لسنوات قادمة. النشاط البدني والاجتماعي لكبار السن هو موضوع متزايد الأهمية، ومن المرجح أن نشهد المزيد من المبادرات المماثلة في المستقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version