أعلنت الصومال رفضها القاطع لاعتراف إسرائيل بمنطقة أرض الصومال الانفصالية، واصفةً الخطوة بأنها “عدوان” لن يتم التسامح معه. يأتي هذا الرفض في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرات محتملة على الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وتعتبر قضية أرض الصومال من القضايا المعقدة التي تتطلب حلاً دبلوماسياً يراعي سيادة الصومال ووحدة أراضيها.
رفض صومالي قوي لاعتراف إسرائيل بـ أرض الصومال
أكد علي عمر، وزير الدولة للشؤون الخارجية الصومالية، أن الحكومة ستسعى بكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة للتصدي لما وصفته بـ “عدوان دولة” وتدخل إسرائيلي في الشؤون الداخلية للصومال. وأوضح عمر، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن هذا الاعتراف غير مقبول ولن يتم التسامح معه من قبل الحكومة والشعب الصوماليين اللذين يتحدان في الدفاع عن سلامة أراضيهم. وأضاف أن الحكومة تنصح إسرائيل بشدة بالتراجع عن هذه الإجراءات الانقسامية والالتزام بالقانون الدولي.
ردود فعل إقليمية ودولية
أثار اعتراف إسرائيل بأرض الصومال إدانة واسعة النطاق من قبل الدول الأفريقية والعربية. وصفت جامعة الدول العربية الخطوة بأنها “اعتداء استفزازي” على سيادة دولة عربية وأفريقية، وخرق واضح للقانون الدولي ومبدأ سيادة الدول. كما رفض الاتحاد الأفريقي أي مبادرة تهدف إلى الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة، محذرًا من أنها ستشكل سابقة خطيرة ذات تداعيات بعيدة المدى.
في المقابل، دافع رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد اللهي (المعروف محليًا باسم سيرو)، عن الخطوة الإسرائيلية، مؤكدًا أنها “لا تستهدف أي دولة، ولا تشكل تهديدًا للسلام الإقليمي”. وأشار إلى أن الاعتراف يمثل نهاية 30 عامًا من العزلة الدبلوماسية بالنسبة لأرض الصومال.
اتهامات بالتأثير على قضية فلسطين
صرح وزير الخارجية الصومالي بأن أحد الدوافع وراء اعتراف إسرائيل بأرض الصومال هو تسهيل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأضاف أن هذا الأمر معروف على نطاق واسع، وأن إسرائيل تسعى لتحقيق هذا الهدف. وزارة الخارجية الفلسطينية أيدت موقف الصومال، مشيرة إلى أن إسرائيل حددت سابقًا أرض الصومال كوجهة محتملة لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة، واصفة ذلك بأنه “خط أحمر”.
في الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة، التي كانت تعمل في السابق على ملف أرض الصومال، أنها لن تحذو حذو إسرائيل في هذا الاعتراف. كما أعربت عن إحباطها من أداء الحكومة الصومالية في تحسين الأمن في البلاد، مشيرة إلى أنها قد لا تستمر في تمويل مهمة حفظ السلام المكلفة.
خلفية تاريخية وعلاقات معقدة
أعلنت أرض الصومال استقلالها عن الصومال في عام 1991 بعد حرب أهلية وحشية، لكنها لم تحصل على اعتراف من أي دولة عضو في الأمم المتحدة. على الرغم من ذلك، أقامت أرض الصومال عملتها الخاصة وعلمها وبرلمانها، إلا أن أراضيها الشرقية لا تزال متنازع عليها. تاريخيًا، كانت العلاقات بين الصومال وإسرائيل متوترة بسبب تحالفات إسرائيل مع إثيوبيا، المنافس الإقليمي للصومال.
خلال الحرب الباردة، قدمت إسرائيل لإثيوبيا التدريب العسكري والاستخبارات والأسلحة، بينما كانت الصومال، المتحالفة مع الدول العربية المعادية لإسرائيل، هزيمة في حرب أوغادن عام 1977، وهو انتكاسة ساهمت في إثارة عقود من الاضطرابات المدنية.
الخطوات القادمة والتوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تواصل الصومال جهودها الدبلوماسية لإقناع إسرائيل بالتراجع عن قرارها، وستسعى للحصول على دعم دولي واسع النطاق لموقفها. من المرجح أن يتم طرح هذه القضية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستغير موقفها، وما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذوها في الاعتراف بأرض الصومال. يجب مراقبة التطورات الإقليمية والدولية عن كثب لتقييم تأثير هذا الاعتراف على الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي ومستقبل العلاقات بين الصومال وإسرائيل.

