أفاد الرئيس البنيني باتريس تالون أن الوضع “تحت السيطرة الكاملة” في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد أن أحبطت الحكومة محاولة انقلاب يوم الأحد. وقد أعاد الهدوء إلى كوتونو، المركز الإداري لبنين، يوم الاثنين، بعد سماع أصوات إطلاق نار متفرقة في جميع أنحاء المدينة طوال يوم الأحد، لكن وجودًا كثيفًا للجنود ظل موجودًا في الشوارع. وتأتي هذه الأحداث في سياق تزايد عدم الاستقرار السياسي في منطقة غرب أفريقيا، مما يثير مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي.

محاولة الانقلاب في بنين: تفاصيل وتطورات

في وقت مبكر من يوم الأحد، أعلن جنود يسمون أنفسهم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” على التلفزيون الرسمي أنهم أطاحوا بتالون، الذي يحكم البلاد منذ عام 2016. وقد أدى ذلك إلى رد سريع من القوات الموالية للجيش، مدعومة بغارات جوية ونشر قوات من نيجيريا المجاورة. وقد أعلنت الحكومة البنينية عن إحباط المحاولة، مؤكدةً سيطرتها على الوضع.

خلفية الأحداث

تأتي هذه المحاولة بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي في غرب أفريقيا، حيث شهدت دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي وتشاد وغينيا وغينيا بيساو انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة. وتشير التقارير إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية في شمال بنين كان أحد الدوافع الرئيسية وراء هذه المحاولة، بالإضافة إلى شكاوى الجنود من الإهمال.

كيف تم إحباط الانقلاب؟

أفاد وزير الداخلية ألاساني سيدو في بيان بأن القوات المسلحة البنينية أحبطت محاولة الانقلاب. وأوضح سيدو أن “مجموعة صغيرة من الجنود شنوا تمرداً بهدف زعزعة استقرار البلاد ومؤسساتها”، لكن الجيش تمكن من السيطرة على الوضع وإحباط المحاولة. وقد أكد الرئيس النيجيري بولا تينوبو نشر طائرات مقاتلة وقوات برية لمساعدة بنين في إحباط الانقلاب، استجابة لطلبين للمساعدة من حكومة تالون.

الاعتقالات والضحايا

أعلن متحدث باسم الحكومة، ولفرد لياندري هونغبدجي، عن اعتقال 14 شخصًا على صلة بمحاولة الانقلاب، دون تقديم تفاصيل إضافية. ولا يزال مصير العقيد باسكال تيغري، الذي أعلنت اللجنة العسكرية عن تعيينه رئيسًا لها، غير واضح. أعرب الرئيس تالون عن تعازيه “لضحايا هذه المغامرة الطائشة”، مؤكدًا على بذل كل الجهود للعثور على المفقودين.

ردود الفعل الدولية على محاولة الانقلاب

أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بشدة محاولة الانقلاب العسكري في بنين، مؤكدًا أن أي شكل من أشكال التدخل العسكري في العمليات السياسية يعد انتهاكًا جسيمًا للمبادئ والقيم الأساسية للاتحاد الأفريقي. كما أدانت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) بشدة المحاولة، وأعلنت دعمها لجهود الحكومة البنينية لاستعادة النظام. وقد أمرت إيكواس بنشر قوة إقليمية تضم أفرادًا من نيجيريا وسيراليون وساحل العاج وغانا لدعم الجيش البنيني “لحماية النظام الدستوري والسلامة الإقليمية لجمهورية بنين”. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته لمحاولة الانقلاب، مشيرًا إلى أنها ستزيد من تهديد استقرار المنطقة.

نبذة عن بنين

يبلغ عدد سكان بنين حوالي 14 مليون نسمة. وعلى الرغم من تاريخها في الانقلابات بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960، إلا أن هذا البلد الصغير يتمتع بحكم ديمقراطي غير منقطع على مدى العقدين الماضيين. في حين أن العاصمة الرسمية هي بورتو نوفو، فإن أكبر مدينة والمركز الإداري الفعلي هي كوتونو. وتعتبر بنين من الدول المستقرة نسبيًا في المنطقة، لكنها تواجه تحديات أمنية متزايدة، خاصة في شمال البلاد.

من المتوقع أن تواصل الحكومة البنينية تحقيقاتها في محاولة الانقلاب وتحديد جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة. كما من المرجح أن تزيد من تدابير الأمن لضمان استقرار البلاد. وستراقب المنظمات الدولية والمحلية عن كثب التطورات في بنين لتقييم تأثير هذه الأحداث على الوضع السياسي والأمني في المنطقة، وستبحث عن حلول لتعزيز الاستقرار الديمقراطي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version