أعلنت إسرائيل يوم الجمعة اعترافها بـسوماليلاند، في خطوة تاريخية تمثل أول اعتراف رسمي بالجمهورية المعلنة من جانب واحد منذ عام 1991. يأتي هذا الإعلان في ظل توترات إقليمية متصاعدة، وتصاعدت الانتقادات الدولية، بما في ذلك تحذيرات من جماعة الحوثي اليمنية التي هددت باستهداف أي وجود إسرائيلي في المنطقة.
وقعت هذه الخطوة في 28 ديسمبر 2025، وأثارت ردود فعل متباينة على الفور. تعتبر سوماليلاند منطقة تتمتع باستقرار نسبي مقارنة بالصومال، وتسعى منذ عقود للحصول على اعتراف دولي. يأتي الاعتراف الإسرائيلي في وقت تسعى فيه إسرائيل لتعزيز نفوذها في منطقة البحر الأحمر.
الاعتراف الإسرائيلي بـسوماليلاند: دوافع وتداعيات
وفقًا لمحللين سياسيين، فإن التقارب مع سوماليلاند قد يوفر لإسرائيل وصولاً أفضل إلى البحر الأحمر، مما قد يمكنها من استهداف جماعة الحوثي في اليمن بشكل أكثر فعالية. وقد كثفت إسرائيل من ضرباتها على أهداف في اليمن بعد إطلاقها حربها على غزة في أكتوبر 2023، ردًا على هجمات الحوثيين على إسرائيل، والتي قال الحوثيون إنها تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.
ومع ذلك، أثار هذا الاعتراف غضبًا واسع النطاق. حذرت جماعة الحوثي اليمنية من أن أي وجود إسرائيلي في سوماليلاند سيُعتبر هدفًا عسكريًا، واصفةً ذلك بأنه “عدوان على الصومال واليمن، وتهديد لأمن المنطقة”. صرح رئيس الجماعة، عبد الملك الحوثي، وفقًا لبيان نشره الإعلام التابع للجماعة عبر الإنترنت.
ردود الفعل الدولية
واجه الاعتراف الإسرائيلي انتقادات حادة من مختلف الجهات الدولية. انتقد الاتحاد الأفريقي، ومصر، وتركيا، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من جدة مقرًا لها، هذه الخطوة. وأكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة احترام سيادة الصومال.
بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن هذا الاعتراف قد يعقد جهود السلام في المنطقة، ويؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في الصومال، الذي لا يزال يعاني من هجمات متقطعة من مقاتلي حركة الشباب في العاصمة مقديشو.
الوضع السياسي والاقتصادي في سوماليلاند
تتمتع سوماليلاند بمؤسساتها الخاصة، بما في ذلك عملتها الخاصة وجواز سفرها وجيشها. ومع ذلك، لا تزال معزولة دبلوماسيًا منذ إعلانها الانفردي في عام 1991. تعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها على خليج عدن، وهو طريق بحري حيوي للتجارة العالمية.
تعتمد سوماليلاند بشكل كبير على المساعدات الخارجية، وتسعى جاهدة لتطوير اقتصادها. ويأمل قادتها في أن يؤدي الاعتراف الدولي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
مستقبل العلاقات الإسرائيلية السوماليلاندية
من المتوقع أن تبدأ إسرائيل وسوماليلاند في التفاوض على اتفاقيات ثنائية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتجارة. ومع ذلك، لا يزال مستقبل هذه العلاقات غير مؤكدًا، ويتوقف على التطورات السياسية الإقليمية وردود الفعل الدولية المستمرة.
من المرجح أن تواصل الصومال جهودها الدبلوماسية لإدانة الاعتراف الإسرائيلي وحشد الدعم الدولي لسيادتها ووحدة أراضيها. من المقرر أن يعقد الاتحاد الأفريقي اجتماعًا طارئًا في يناير 2026 لمناقشة هذه القضية وتحديد الخطوات التالية.
يبقى من الضروري مراقبة التطورات في المنطقة عن كثب، وتقييم تأثير هذا الاعتراف على الاستقرار الإقليمي وجهود السلام.

