|

يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– إلى احتلال كامل قطاع غزة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، في حين أطلق مقربون منه تحذيرا لرئيس الأركان إيال زامير بضرورة الامتثال أو الاستقالة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء في الحكومة، أن رئيس الأركان قد يستقيل “إذا تم تنفيذ خطة احتلال كامل قطاع غزة”، في إشارة إلى وجود خلافات حادة بين القيادة السياسية والعسكرية.

وتمضي حكومة نتنياهو قدما في الحل العسكري في ظل إصرار اليمين المتطرف على تحقيق “النصر المطلق” والضغط بقوة لإجبار فصائل المقاومة على تقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

جاء ذلك في حديث الخبير العسكري العقيد، حاتم كريم الفلاحي، في فقرة التحليل العسكري التي تقدمها الجزيرة بشأن آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال قدم -حسب الفلاحي- 3 خيارات للمستوى السياسي الإسرائيلي بشأن مستقبل العمليات في القطاع هي:

  •  الذهاب إلى صفقة تبادل وإيقاف الحرب، لأن الجيش لن يستطيع تقديم إنجازات أخرى.
  • تطويق وحصار المنطقة التي توجد فيها فصائل المقاومة، دون أن تكون هناك عمليات عسكرية والطلب من المدنيين الخروج إلى مناطق “آمنة” حتى يتسنى للجيش التعامل مع “ما تبقى من فصائل المقاومة في هذه المنطقة”.
  • الذهاب إلى عملية عسكرية شاملة لاحتلال القطاع كاملا.

لكن عملية عسكرية شاملة تحمل محاذير كثيرة، مثل تضحية إسرائيل بالأسرى المحتجزين بغزة، فضلا عن وجود أكثر من مليوني غزي في رقعة جغرافية ضيقة في المنطقة الوسطى والمواصي، مما ينذر بحدوث كارثة مأساوية بسبب القوة العسكرية.

ووفق الفلاحي، فإن هذه المنطقة الجغرافية تضم كثافة سكانية ضخمة على أقل 25% من إجمالي مساحة القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من المصابين والشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي.

ولا تزال الكارثة الإنسانية قائمة في القطاع، إضافة إلى أن جيش الاحتلال منهك بشكل كبير، وغير قادر على تنفيذ عمليات عسكرية في هذه المناطق، إذ ستكون التكلفة فيها باهظة جدا.

وترى القيادات العسكرية الإسرائيلية، أن العمل العسكري داخل غزة أصبح عبثيا للجيش، في ظل وجود استنزاف كبير لقدراته وعدم قدرته على الحسم، وانتفاء قضية “الدفاع عن النفس” بالنسبة لإسرائيل وعدم وجود توافق سياسي داخلي، كما يقول الفلاحي.

وكانت هيئة البث قد نقلت عن مسؤول أمني أن “صفقة جزئية لتبادل الأسرى كانت على بعد خطوة واحدة فقط، لكن إسرائيل تخلت عنها بسرعة كبيرة”.

بدورها، نقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية مكثفة على حماس.

وذكرت الصحيفة أنه ستكون هناك عمليات عسكرية “في المناطق التي يوجد فيها أسرى إسرائيليون”، كما نقلت عن مقربين من نتنياهو أنه من غير المستبعد أن يكون هذا جزءا من تكتيك تفاوضي للضغط على حركة حماس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version