3/8/2025–|آخر تحديث: 16:32 (توقيت مكة)
تناولت صحف ومواقع عالمية استمرار معاناة سكان قطاع غزة في البحث عن الغذاء، وسط ظروف وصفتها بعض التقارير بأنها توازي الجوع في خطورتها، في وقت تتفاقم فيه أزمة المساعدات، بينما تزداد الانتقادات الدولية لدور الولايات المتحدة وتُطرح تساؤلات حول قدرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كسر الجمود الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في تحقيق موسّع أن الغزيين يخوضون يوميا “رحلات قاتلة” من أجل تأمين الطعام، معتبرة أن مجرد عبورهم لمناطق القتال يضعهم في مواجهة محتملة مع نيران الجنود الإسرائيليين، وهو ما جعل الحصول على الغذاء، بحسب تعبيرها، “قاتلا كالجوع تماما”.
وفي السياق ذاته، أشارت واشنطن بوست إلى أن تعهدات إسرائيل بتحسين تدفق المساعدات بعد تعرضها لضغوط دولية لم تُترجم إلى تغييرات ملموسة.
ولفتت إلى أن الفوضى لا تزال تهيمن على عمليات التوزيع، وسط عراقيل بيروقراطية وإطلاق نار مباشر على المدنيين، كما حدث في شارع الرشيد، حيث عكست المشاهد حالة من اليأس العميق.
أما صحيفة ذا هيل فقد سلطت الضوء على يوميات أسرة فلسطينية تقطن غزة، وقالت إن أفرادها يستفيقون كل صباح بلا همٍّ سوى كيفية تأمين وجبة اليوم.
ورصدت الصحيفة خيارات محدودة أمام هذه العائلة، بين التوجه إلى الجمعيات الخيرية أو انتظار شاحنات الإغاثة أو حتى التسوّل، مشيرة إلى أن هذا النمط يمثل آلاف العائلات في القطاع.
لا ضغوط كافية على نتنياهو
في المقابل، رأت هآرتس الإسرائيلية أن مفتاح كسر الجمود في غزة قد يكون بيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكنها أشارت إلى أن كليهما لم يمارسا ضغطا كافيا على رئيس وزراء الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبرت الصحيفة أن استمرار التعويل على نتنياهو من دون ضغوط حقيقية لن يؤدي إلى أي تغيير، وأن ضغطا مباشرا من ترامب قد يكون السبيل الوحيد لإنهاء حالة الجمود.
من جهتها، انتقدت الغارديان البريطانية في مقال الدور الأميركي في الحرب على قطاع غزة، واتهمت واشنطن بالتواطؤ في ما وصفته بالإبادة الجماعية، في حين اعتبر المقال أن الولايات المتحدة، بحكوماتها المتعاقبة ومشرّعيها وإعلامها ونخبها، تُعد شريكا مباشرا في الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.
ودعا المقال إلى وقف الادعاءات التي تناقض هذه الحقيقة، محذرا من أن التاريخ سيحاسب كل من أسهم في تسليح إسرائيل أو حاول تزييف الحقائق.
وفي تحقيق مطوّل، تناولت نيويورك تايمز مواقف السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي، ووصفت دفاعه عن إسرائيل في مواجهة الغضب العالمي من تجويع غزة بـ”المستميت”.
وبيّنت الصحيفة أن هاكابي لجأ إلى إنكار المجاعة وترويج السردية الإسرائيلية، رغم اعتراف ترامب بأن سكان غزة يتضورون جوعا، وخلصت إلى أن قلة قليلة في العالم تبدي هذا القدر من الانحياز والدفاع غير المشروط عن إسرائيل.