|

من فيضانات تكساس إلى حرائق كاليفورنيا إلى أعاصير فلوريدا، يبذل المسؤولون والصحفيون مجهودات جبارة من أجل حصر أعداد ضحايا هذه الكوارث، ولكنهم لا يتمكنون من إنجاز المهمة كما ينبغي.

وتظهر عبارة “ارتفاع عدد القتلى” في عديد من عناوين الأخبار عن الكوارث، لكن حساب الخسائر البشرية الناجمة عن الفيضانات المفاجئة والأعاصير والحرائق وموجات الحرارة والظواهر المناخية المتطرفة ليس بالأمر السهل كما قد يبدو، حسب ما جاء في تقرير لمعهد بوينتر الأميركي المختص في الإعلام.

ونقل تقرير المعهد عن عالم الأرصاد الجوية ومؤرخ الطقس شون بوتر قوله إن الإبلاغ الدقيق عن عدد القتلى في الكوارث الطبيعية هو أمر لطالما عانى منه الصحفيون ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب لذلك. ويضيف بوتر أن من بين الصعوبات التي تواجههم انقطاع الاتصالات، واختلاف طرق تتبع الوفيات وتسجيلها، ونقص التنسيق بين الوكالات المعنية.

ويرى بيتر برينجامان، مدير الأخبار العالمية للمناخ والبيئة في وكالة أسوشيتد برس، أن أهم شيء بالنسبة إلى الصحفيين هو الاستمرار في طرح الأسئلة عن الوفيات والإصابات، مرارا وتكرارا، وطلب مزيد من التفاصيل.

ويشير تقرير معهد بوينتر إلى تحقيق أُجري عام 2023 ووصل إلى المرحلة النهائية من جائزة بوليتزر المرموقة، ووجد فيه مراسلو صحيفتي “ذا فليجتز” و”ديلي صن” (من ولاية فلوريدا) أن عدد الوفيات في فلوريدا المرتبطة بإعصار إيان كان أعلى بنسبة 15% على الأقل من العدد الإجمالي الرسمي.

وأرجعت مديرة التحرير في صحيفة “ديلي صن” بونيتا مياجي تلك التباينات إلى عدم وجود معايير موحدة للوكالات الحكومية التي تتعقب الوفيات في الكوارث. وقالت إن “جميعها تقدم تقارير مختلفة، وكان هناك كثير من التداخل” في إعصار إيان، موضحة أنه “على سبيل المثال، قد يتم العثور على ضحية في مقاطعة ما ونقلها إلى مقاطعة أخرى، وأحيانا لا تقدم أي من المقاطعتين تقريرا، وأحيانا كلتاهما تقدم تقريرا”.

يرى بيتر برينجامان، مدير الأخبار العالمية للمناخ والبيئة في وكالة أسوشيتد برس، أن أهم شيء بالنسبة إلى الصحفيين هو الاستمرار في طرح الأسئلة عن الوفيات والإصابات، مرارا وتكرارا، وطلب مزيد من التفاصيل.

بواسطة معهد بوينتر

وقال برينجامان إن الأسئلة اليومية للصحفيين يجب أن توجه إلى عدة أشخاص مختلفين، من العاملين في الميدان، إلى الأطباء الشرعيين المحليين، والمسؤولين الحكوميين.

وأوضح برينجامان: “في تكساس، إذا سمعنا من السلطات أن عددا معينا من الأشخاص الذين كانوا في أحد المخيمات لقوا حتفهم، ثم سمعنا شخصا آخر يقول شيئا مختلفا، فإننا نعلم أن هناك تباينا، ونجري مزيدا من التحقيقات لمعرفة الحقيقة”.

وتعلق كيلي ماكبرايد رئيسة مركز كريغ نيومارك للأخلاقيات والقيادة بالقول: “عندما تكون الأرقام كبيرة جدا بحيث يتعذر تسمية كل فرد بسهولة، يتعين على الصحفيين أن يسألوا عديدا من المسؤولين الذين يحتفظون بقوائم عن كيفية تجميعهم لهذه القوائم، وإذا ما كانوا قد قارنوا ملاحظاتهم مع ملاحظات مسؤولين آخرين”.

وتعرب مياجي عن شكوكها في المسؤولين الميدانيين الذين يقدمون أرقام القتلى وقالت: “ربما أفضل تعبيرين يمكنك استخدامهما عند الحديث عن أعداد ضحايا الكوارث هما (على الأقل) أو (حسب تقديري)”.

ولكن لماذا إحصاء الوفيات وفهم التكلفة البشرية للكوارث وكيفية الإبلاغ تعد مسائل مهمة؟ تقول ماكبرايد: “في معظم الكوارث المناخية، يموت الناس لأسباب محددة متنوعة، ومن المهم للغاية توضيح هذه الأسباب، لأن ذلك يساعد الجميع على فهم كيفية الحفاظ على سلامتهم”.

وأكدت أن معرفة الأسباب مهمة بشكل خاص لمساعدة الناس والمجتمعات والصحفيين على الاستعداد لأنواع الظواهر الجوية المتطرفة التي يقول العلماء إن احتمال حدوثها يزداد مع استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تسخين الغلاف الجوي للأرض.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version