تشهد الانتخابات الرئاسية في غينيا بيساو توترًا متزايدًا مع إعلان كل من المرشحين الرئيسيين، الرئيس الحالي أومارو سيسوكو إمبالو ومنافسه الرئيسي فرناندو دياس، عن فوزهما قبل الكشف عن النتائج الرسمية. وتأتي هذه المطالبات المتضاربة في ختام يوم اقتراع شهد إقبالاً واسعًا، مما يثير تساؤلات حول سير العملية الانتخابية واحترام نتائجها. يترقب الشعب الغيني والمنظمات الدولية النتائج النهائية لهذه الانتخابات الرئاسية الحاسمة.

وقد أعلنت كلتا الحملتين الانتخابيتين يوم الاثنين أن مرشحيهما تجاوزا العتبة 50 بالمائة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وبالتالي تجنب جولة الإعادة. وأكد دياس، وهو مرشح مدعوم من الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر (PAIGC)، على “تعب” المواطنين ورغبتهم في التغيير، بينما أصر المتحدث باسم حملة إمبالو على عدم وجود جولة إعادة، وحث المنافسين على تجنب الإدلاء بتصريحات قد تقوض العملية الانتخابية.

الخلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية في غينيا بيساو

لم تصدر لجنة الانتخابات الرئاسية الوطنية أي تعليق فوري على هذه المطالبات المتضاربة، ومن المتوقع أن تعلن عن النتائج الأولية يوم الخميس. وهذا التأخير يساهم في زيادة حالة عدم اليقين والتوتر السياسي في البلاد. ويتوقع المراقبون أن يكون التركيز خلال الأيام القادمة على كيفية تعامل اللجنة مع هذه الادعاءات.

المشاركة والتحديات السياسية

شارك أكثر من 65 بالمائة من الناخبين في اقتراع يوم الأحد، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا بالعملية الديمقراطية. ومع ذلك، شهدت البلاد تاريخًا طويلاً من الانقلابات ومحاولات الانقلاب منذ استقلالها قبل أكثر من 50 عامًا، مما يمثل تحديًا مستمرًا للاستقرار السياسي. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر غينيا بيساو واحدة من أفقر دول العالم، حيث يعيش نصف السكان تحت خط الفقر، وفقًا للبنك الدولي.

يُذكر أن الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر (PAIGC)، الذي قاد النضال ضد الحكم الاستعماري البرتغالي، مُنع من ترشيح مرشح لأول مرة. ومع ذلك، دعم الحزب دياس، مما عزز حملته، خاصة بعد دعم رئيسه السابق، دومينغوس سيمويس بيريرا، له. هذا الدعم أظهر أهمية PAIGC كقوة سياسية مؤثرة في البلاد.

نظرة على المرشحين

أومارو سيسوكو إمبالو، البالغ من العمر 53 عامًا، هو جنرال سابق في الجيش شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2016 إلى عام 2018. يسعى إمبالو ليصبح أول رئيس في غينيا بيساو يفوز بولاية ثانية في 30 عامًا. وتكمن إحدى القضايا الرئيسية في حملته في الجدل حول مدة ولايته الحالية.

في المقابل، يرى خصومه أن ولايته يجب أن تكون قد انتهت في وقت سابق من هذا العام. وعلى الرغم من أن المحكمة العليا حكمت بأنه يجب أن تنتهي ولايته في أوائل سبتمبر، إلا أن الانتخابات تأخرت حتى نوفمبر. وقد أثار هذا التأخير انتقادات بشأن الشفافية والالتزام بالدستور.

وعلاوة على ذلك، قام إمبالو بحل البرلمان، الذي تهيمن عليه المعارضة بعد انتخابات عامي 2019 و 2023، ومنذ ذلك الحين منع انعقاده. هذا الإجراء أدى إلى تفاقم التوترات السياسية وتأجيج انتقادات المعارضة.

يراقب أكثر من 200 مراقب دولي العملية الانتخابية، بمن فيهم ممثلون عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، والاتحاد الأفريقي، ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية. وتعد مهمة هؤلاء المراقبين بالغة الأهمية لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، وتعزيز الثقة في النتائج.

من المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات الوطنية عن النتائج الرسمية بحلول نهاية الأسبوع، مما سيمثل نقطة تحول حاسمة في مستقبل غينيا بيساو. وسيكون رد فعل المرشحين وحملاتهم الانتخابية على هذه النتائج أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار السياسي وتجنب أي تصعيد في التوترات. ويجب على جميع الأطراف المعنية احترام العملية الديمقراطية والالتزام بقبول نتائج الانتخابات الرئاسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version