أكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل والفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة، وذلك خلال مباحثات جرت في بيروت مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، ومع تأكيد مصر دعمها الكامل لسيادة لبنان واستقراره. وتُعد هذه الزيارة المصرية للبنان تعبيرًا عن الدعم المصري القوي في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
مصر تدعو إلى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وتؤكد على دعم الاستقرار
شدد مدبولي على أهمية احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالوضع في جنوب لبنان. وذكرت مصادر رسمية أن الزيارة تهدف إلى نقل رسالة دعم قوية من مصر للبنان على كافة المستويات، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة. وأعرب مدبولي عن تقديره للجهود التي يبذلها الجيش اللبناني لحماية الحدود والحفاظ على الأمن والاستقرار.
من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ترحيبه بالموقف المصري الداعم، مؤكدًا أن لبنان يعول على الدور السياسي المحوري لمصر في المنطقة العربية، وعلى مساعدتها في مواجهة التحديات الراهنة. وأشار عون إلى أهمية تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتلبية احتياجات الشعب اللبناني.
تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي
في سياق منفصل، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن المناقشات مع الجانب المصري تركزت على أولويات التعاون في الملفات الحيوية، مشددًا على ضرورة متابعة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها. ووصف ميقاتي العلاقة بين لبنان ومصر بالبناءة والتاريخية، مؤكدًا على الحرص المشترك على تطويرها وتعزيزها. وأضاف أن هناك اهتماماً خاصاً بتعزيز التعاون الاقتصادي بين القطاعين الخاص في البلدين.
الأسبوع الماضي، شهدت القاهرة توقيع 15 اتفاقية جديدة بين مصر ولبنان تشمل مجالات متنوعة كالتجارة والاستثمار والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، وإعادة الإعمار. وتشير هذه الاتفاقيات إلى رغبة مشتركة في تعميق العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون ليشمل المزيد من القطاعات. وتهدف هذه القرارات إلى دعم الاقتصاد اللبناني المتأثر بالأزمات الحالية.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، حيث يشن الجيش الإسرائيلي بشكل دوري غارات على أهداف داخل الأراضي اللبنانية، بدعوى استهداف عناصر تابعة لحزب الله. على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 2024، إلا أن الوضع لا يزال هشًا ويشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
يشدد المراقبون على أهمية الاستقرار في لبنان كعنصر أساسي للاستقرار في منطقة المشرق العربي. وتعتبر مصر، وفقاً لتصريحات مسؤولين مصريين، أن لبنان ركيزة أساسية في هذا الاستقرار، وأنها ستواصل جهودها الدبلوماسية والسياسية لدعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونه الداخلية.
بالإضافة إلى **الانسحاب الإسرائيلي**، تتضمن أبرز القضايا المطروحة ضرورة إيجاد حلول لقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتوفير الدعم الإنساني اللازم لهم. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويُضاف إلى هذه التحديات، الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان، والتي تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول مستدامة.
من المتوقع أن تستمر مصر في جهودها الدبلوماسية في المنطقة بهدف تخفيف التوترات وضمان الاستقرار. وسيتم التركيز على دعم الحوار بين الأطراف المعنية، وتشجيعهم على التوصل إلى حلول سلمية للقضايا العالقة. كما ستواصل مصر تقديم الدعم الاقتصادي والإنساني للبنان لمساعدته على تجاوز الأزمات الحالية. وتجدر الملاحظة، أن الوضع في جنوب لبنان لا يزال يتطلب متابعة دقيقة للتوصل إلى حل دائم يحترم سيادة لبنان ويضمن أمنه واستقراره.

