أطلق جيف بيزوس، مؤسس أمازون، مشروعًا سريًا للذكاء الاصطناعي يُدعى “بروميثيوس” (Prometheus)، ويستقطب المشروع نخبة من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات كبرى مثل جوجل و Nvidia. وقد بدأت ملامح هذا المشروع تتضح بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، حيث كشف عن استقطاب المشروع لمواهب بارزة وتطوير تقنيات متقدمة. يهدف المشروع إلى تطوير وكلاء حاسوبيين (computer agents) قادرين على أتمتة المهام اليومية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة بسرعة وكفاءة عالية.
يقع مقر “بروميثيوس” في مكان غير معلن، ولم يتم الكشف عن تاريخ تأسيسه الرسمي بعد. ومع ذلك، تشير التحديثات الأخيرة على ملفات LinkedIn الخاصة بالباحثين إلى أن المشروع بدأ يكتسب زخمًا في بداية عام 2024. وقد استضاف أفيناش باجاج، أحد المستثمرين في المشروع، مأدبة عشاء في يونيو الماضي جمعت عددًا من الخبراء في هذا المجال، مما ساهم في تسليط الضوء على هذا المشروع الطموح.
“بروميثيوس” يركز على تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي
يُركز “بروميثيوس” بشكل خاص على تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على التفاعل مع تطبيقات الكمبيوتر المختلفة وتنفيذ المهام المعقدة بشكل مستقل. هذا المجال، المعروف باسم “وكلاء الحاسوب”، يشهد اهتمامًا متزايدًا في صناعة التكنولوجيا، حيث يُنظر إليه على أنه خطوة مهمة نحو أتمتة العمليات وتحسين الإنتاجية.
الاستحواذ على General Agents
أحد أبرز التطورات المتعلقة بـ “بروميثيوس” هو الاستحواذ المحتمل على شركة General Agents، وهي شركة ناشئة طورت تقنية “Ace” التي تعمل كـ “طيار آلي في الوقت الفعلي” للكمبيوتر. تتيح “Ace” للمستخدمين إسناد مهامهم الروتينية إلى الكمبيوتر، مثل تنزيل الصور وإرسالها عبر الرسائل، بسرعة فائقة.
وفقًا لتقارير، تمكنت “Ace” من إنجاز مهمة تنزيل صورة من Google وإرسالها عبر iMessage في أقل من 15 ثانية. هذه السرعة الفائقة هي ما جذب انتباه “بروميثيوس”، حيث يعتبرها هارشا أبيجوناسيكارا، الرئيس التنفيذي لشركة Donely المنافسة، “نقطة قوة حقيقية” لـ General Agents.
يشير أبيجوناسيكارا إلى أن الاستحواذ على General Agents قد يثير قلق المستثمرين المحتملين في Donely، خاصةً مع احتمال مواجهة شركة بيزوس في المستقبل.
نخبة من الباحثين ينضمون إلى المشروع
بالإضافة إلى الاستحواذ المحتمل على General Agents، يجذب “بروميثيوس” باحثين متميزين من شركات التكنولوجيا الرائدة. فقد انضم كيميار عزيز الدين شيلي، وهو باحث سابق في Nvidia، إلى المشروع في بداية العام الحالي، وفقًا لتحديثات ملفه الشخصي على LinkedIn.
كما انضم أشيش فاسواني وياكوب أوزكويت، وهما عالمان سابقان في Google اشتهرا بمشاركتهما في بحث بارز في مجال تعلم الآلة، كمستشارين تأسيسيين للمشروع. على الرغم من عدم تمكنهما من حضور مأدبة العشاء التي استضافها باجاج، إلا أنهما يساهمان في توجيه المشروع من خلال خبرتهما الواسعة.
وقد قام العديد من الباحثين الآخرين بتحديث ملفاتهم الشخصية على LinkedIn للإشارة إلى ارتباطهم بمشروع بيزوس، مما يؤكد على الجذب الكبير الذي يتمتع به هذا المشروع في أوساط الخبراء.
تأثير المشروع على صناعة الذكاء الاصطناعي
يمثل “بروميثيوس” إضافة قوية إلى المشهد التنافسي في مجال الذكاء الاصطناعي. مع استقطاب المشروع لمواهب بارزة وتطوير تقنيات متقدمة، فإنه يثير تساؤلات حول تأثيره المحتمل على الشركات القائمة في هذا المجال.
يعتقد بعض المحللين أن “بروميثيوس” قد يساهم في تسريع وتيرة الابتكار في مجال وكلاء الحاسوب، مما يؤدي إلى تطوير أدوات أكثر ذكاءً وكفاءة للمستخدمين.
في المقابل، يرى آخرون أن المشروع قد يمثل تهديدًا للشركات الناشئة التي تعمل في نفس المجال، حيث قد يواجهون صعوبة في المنافسة مع الموارد الهائلة التي يمتلكها بيزوس.
تعتبر تقنية “Ace” التي طورتها General Agents، والتي تتميز بسرعتها الفائقة، من أهم الأصول التي يسعى “بروميثيوس” للاستفادة منها.
من الجدير بالذكر أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتقنيات الأتمتة في مختلف الصناعات، وأن “بروميثيوس” قد يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير هذه التقنيات وتطبيقها على نطاق واسع.
في الوقت الحالي، لا تزال التفاصيل حول “بروميثيوس” محدودة، ولا يوجد جدول زمني واضح لإطلاق منتجات أو خدمات جديدة. ومع ذلك، من المتوقع أن يتم الكشف عن المزيد من المعلومات حول المشروع في الأشهر القادمة، خاصةً مع استمرار الباحثين في تحديث ملفاتهم الشخصية على LinkedIn.
ما يجب مراقبته في المستقبل القريب هو ما إذا كان الاستحواذ على General Agents سيتم بشكل رسمي، وكيف سيتم دمج تقنية “Ace” في استراتيجية “بروميثيوس” الشاملة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة التطورات في مجال وكلاء الحاسوب، وتقييم تأثير “بروميثيوس” على هذا المجال المتنامي.

