يشهد عالم ألعاب الفيديو تحولاً ملحوظاً، حيث تستخدم مجموعات ناشطة هذه المنصات لرفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية. مؤخراً، لفت انتباه الملايين بث مباشر للاعب GTA 5 RP، SteveTheGamer55، والذي قام بمحاكاة سيناريوهات واقعية تتعلق بتدخلات دائرة ترحيل المهاجرين والجمارك الأمريكية (ICE)، مما أثار نقاشاً حول استخدام الألعاب في التثقيف حول حقوق المهاجرين. هذا الحدث هو جزء من مبادرة أوسع تهدف إلى توظيف قوة الألعاب للتأثير الإيجابي.

دور ألعاب الفيديو في التوعية بقضايا الهجرة و GTA 5 RP

أطلقت مجموعة “New Save Collective”، التي تضم 13 لاعباً من ذوي الخلفيات النشاطية والتنظيمية، هذا الحدث الخاص في 20 نوفمبر. يهدف هذا التحرك إلى تثقيف اللاعبين وتعليمهم حقوقهم عند التعامل مع ICE في الحياة الواقعية. وقد تم اختيار GTA 5 RP، وهي نسخة معدلة من لعبة Grand Theft Auto 5 تسمح للاعبين بلعب الأدوار، كمنصة مثالية لمحاكاة هذه السيناريوهات.

محاكاة واقعية لعمليات ICE

خلال البث المباشر، قام SteveTheGamer55 بدور شخص مقيم في الولايات المتحدة بتأشيرة عمل. سرعان ما واجه تدخلًا من عملاء ICE متخفين، مما أثار ردود فعل من اللاعبين الآخرين الذين طالبوا بإطلاق سراحه. لاحقاً، وقف اللاعب أمام بوابة حديدية تشبه تلك الموجودة في مراكز احتجاز ICE، وقام بتسجيل مقطع فيديو هاتفياً، حيث طالب محامٍ يمثله بتقديم مذكرة تفتيش.

بالإضافة إلى ذلك، تخطط المجموعة لعقد فعالية أخرى في لعبة Fortnite في 21 نوفمبر، وهي عبارة عن مهمة بحث مغلقة تهدف إلى توفير فرصة تعليمية أكثر عرضية. وتتعاون “New Save Collective” مع العديد من منظمات الدفاع عن حقوق المهاجرين وصناع المحتوى لنشر رسالتهم على نطاق أوسع.

استغلال الألعاب من قبل الجهات الحكومية والرد عليها

لم يكن هذا هو الاستخدام الأول للألعاب من قبل الجهات الحكومية. ففي أكتوبر، نشرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية صورة مستوحاة من سلسلة ألعاب Halo، مستخدمة شعار “إنهاء هذا القتال” وربطته بصورة لجنود فائقين. كما استخدمت الوزارة شعار Pokémon الشهير “يجب أن نلتقطهم جميعًا” في فيديو يظهر عملاء ICE وهم يقومون بتدمير الممتلكات واعتقال الأشخاص.

وبررت وزارة الأمن الداخلي هذا التوجه بأنها تسعى للوصول إلى الجمهور من خلال محتوى مألوف ومفهوم، سواء كان ذلك من خلال ألعاب مثل Halo أو Pokémon أو غيرها. ومع ذلك، يختلف نهج “New Save Collective” بشكل كبير عن الحركات السابقة مثل “Gamergate”، التي اشتهرت بالتحرش والكراهية والاستبعاد.

الخلفية والتحديات

أحد منظمي المجموعة، الذي يفضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أوضح أن معظم أعضاء المجموعة هم مهاجرون أو أبناء مهاجرين أو لاجئين. ويهدفون إلى خلق شعور بالانتماء وتحفيز الناس على العمل المشترك في ظل المناخ السياسي الحالي. تعتبر قضية حقوق المهاجرين من القضايا الحساسة والمعقدة، وتواجه العديد من التحديات القانونية والسياسية.

تاريخياً، كانت مساحة الألعاب عبر الإنترنت جذابة لليمين المتطرف كمنصة لنشر الأيديولوجيات المحافظة أو المتطرفة. وقد اعترفت القوات المسلحة الأمريكية علانية بمحاولاتها استخدام الألعاب كأداة للتوظيف. هذا الاستغلال من قبل السلطات يبرز الحاجة إلى مبادرات مضادة تستخدم الألعاب لتعزيز الوعي والحقوق.

الخطوات التالية والتوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تستمر “New Save Collective” في تنظيم فعاليات مماثلة في ألعاب مختلفة، وتوسيع نطاق تعاونها مع منظمات الدفاع عن حقوق المهاجرين وصناع المحتوى. سيكون من المهم مراقبة تأثير هذه المبادرات على الوعي العام بحقوق المهاجرين، وكيفية استجابة السلطات لهذه الجهود. كما يجب الانتباه إلى التطورات القانونية والسياسية المتعلقة بقضايا الهجرة، والتي قد تؤثر على فعالية هذه المبادرات.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المبادرة ستنجح في تحقيق أهدافها، ولكنها تمثل بالتأكيد تطوراً مثيراً للاهتمام في استخدام الألعاب كأداة للتغيير الاجتماعي. تعتبر هذه الجهود بمثابة محاولة مبتكرة لتوظيف قوة الألعاب في خدمة قضية إنسانية مهمة، وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من سياسات الهجرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version